في واحة الأدب الجاهلي (نثراً)
• (الميثولوجيا العربية القديمة)
وعندما نذكر الأساطير التي نمتها هذه الحروب،لابدّ أن نعرّج على الميثولوجيا العربيّة القديمة والتي اشتهرت بعضها واستندت في تشابك خيوطها على هذه الأيّام والوقائع والحروب التي ذكرناها.
• ومن ذلك ميثولوجية زرقاء اليمامة:
زرقاء اليمامة: شخصيّة ميثولوجيّة عربيّة قديمة ،هي امرأة من جديس( من القبائل العربية البائدة)
وكانت زرقاء العينين وترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام، وهي أبصر خلق الله عن بعد.
في إحدى الحروب استتر العدو بقطع الأشجار وحملها أمامه، فرأت زرقاء اليمامة ذلك فأنذرت قومها فلم يصدّقوها، فلمّا وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم وهدموا بنيانهم، وقلعوا عين زرقاء اليمامة فوجدوها محشّوة بالأثمدوهو حجر أسود كانت تدقه وتكتحل به. وقد اختلطت أخبارها بأخبار حذام وهي امرأة كان العرب قديما يضربون المثل بحدّة بصرها فكانوا يقولون: أبصر من حذام.العرب يضرب المثل بزرقاء اليمامة لجودة بصرها ولحدة نظرها، ويقال: إن اليمامة اسمها وبها سميّت بلدتها اليمامة، ثم أضيفت إلى البلدة لون عينيها فقيل: زرقاء اليمامة واسم البلدة جَوّ، وربما قيل: زرقاء الجو كما قال أبو الطيب المتنبي:
وأبصر من زرقاء جوّ، لأنّي *** إذا نظرت عيناي شاءهما علمي
• ومن ذلك ميثولوجية حذام:
حذام,امرأة في الجاهلية ضرب بها المثل في حدّة البصر وصدق الخبر قيل فيه :
إذا قالت حذام فصدقوها ::: فإنّ القول ما قالت حذام .
وأبصر من حذام ورد ذلك في قصتها وهي .. أن جيشاً من أعداءِ قبيلة حذام كان قد بيَّت النيّة على مهاجمتهم والغيرِ عليهم بالخيل والإبل ، وأرادوا التمويه على القبيلة فاستخدموا أفرع الشجر حامليها وهم يقدمون عليهم ، وقد رأتهم حُذام فأسرعت تُحَذِر قومها فما صدّقوها .. وكانت النتيجة أنْ هُزِموا لعدم أخذهم بكلامها .. فَذُكِرَ البيت السّابق.تختلط أخبار حذام بزرقاء اليمامة.
• ومن الميثولوجية العربيّة القديمة مابني على أساس ديني مثل ذلك:اللات والعزّى .
• ومنها ما وضع على أساس تاريخي ومن ذلك الملكة بلقيس :
• بلقيس هي ملكة سبأ، وقد ورد ذكرها في القرآن وكذلك في العهد القديم(التوراة).ومملكة سبأ هي مملكة عربية قديمة قامت في الألفية الثانية قبل الميلاد في جنوب جزيرة العرب حيث تقع اليمن في أيّامنا هذه واستمرت حتى قيام الدولة الحميرية.
بدأت المملكة بالإزدهار حوالي القرن الثّامن ق . م.اشتهرت سبأ بغناها وقد تاجرت بالعطور والدرر و البخور و اللبان .
وقد ذكر إنتاجها للعطور في عدة مصادر مثل العهد القديم والإلياذة.
وقد ذكرت سبأ في القرآن الكريم ولها سورة باسمها فيه ، وذلك لكثرة القصص عنها ، وأشهرها قصة بلقيس بسليمان عليه السلام ، وقصة السدّ العظيم وسيل العرم.
بعد أن أرسل لها النبي سليمان بالهدهد ليدعوها للتوحيد، فكّرت في أن أفضل حلّ هو إرسال هديّة لسليمان دون الحاجة لخوض حرب ومواجهة معه، فأرسلت له هدية عظيمة ولكنّه رفضها وأصرّ على إرسال جيش لها وتعجّب رسل بلقيس من حجم مملكة سليمان وجنوده من الإنس والجن والحيوانات والطّيور المختلفة. قررت بلقيس أن تذهب إلى مملكته حتى تتوصّل معه إلى حلّ سلمي قبل تطوّر الأمور، وبعد وصولها تفاجأت بأن عرش ملكها عنده.
وأعدّ لها سليمان عليه السلام مفاجأة أخرى وكانت قصرا من البلّور فوق الماء وظهر كأنه لجه فلما قال لها ادخلي الصّرح حسبت أنها ستخوض اللجة، فكشفت عن ساقيها، فلما تمّت المفاجأة كشف لها سليمان عن سرّها، قال: (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ)[النمل:44].
أعلنت الملكة بلقيس إيمانها بالله، وآمن معها العديد من أبناء شعبها.
• ومثلها: إرَم ذات العماد أو مدينة الألف عمود كما تسمّى باللغات ألأوربيّة هي مدينة عربيّة مفقودة تقع في القسم الجنوبي لشبه الجزيرة العربية وقد تكون في الرّبع الخالي أو اليمن أوظفار في عمان، ويذكر أنها كانت مدينة غنيّة وكانت تشكّل مركزا تجاريّا هامّا في منطقة الشّرق القديم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث ذكر في القرآن أنّ سكّانها كانوا من العرب البائدة من قبيلة عاد، ويذكر بعض الباحثين أن ملك هذه المدينة كان يدعى شدّاد بن عاد حيث أنّه أراد أن يقيم الجنة الموعودة في الأرض، ويذكر أنّه يقال أنّ لهذا الملك أخ اسمه شديد بن عاد. يذكر أنّه ورد ذكر إرَم في بعض الرقم الطينية القديمة لمدينة إيبلا في سوريا، كما ورد ذكر إرم ذات العماد وملكها شداد في الليلة ال277 والليلة 279 من قصص ألف ليلة وليلة ورد ذكر إرم ذات العماد في سورة الفجر :
"ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعاد، إرمَ ذاتِ العماد، التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد" (سورة الفجر/6-8).كما أن الله قد أرسل النبي هودلدعوة أهل هذه المدينة للإيمان.
عاد كانوا قوماً لايعبدون الله، وحار العلماء والمفكرون والتأريخيون بأن يعرفوا حقيقة هذه المدينة حتى الآن.
• وهذه الأمثلة من الميثولوجية العربيّة القديمة تعكس واقع الحياة العقليّة والإجتماعية ّة والدينيّة والتاريخيّة لحياة العرب في الجاهليّة ،بالإضافة إلى أنّها جزء من النّثر الموروث عن أولئك القوم ،والذي نحن بصدد دراسته وتقصّي موسوعته.
• ويصنّف هذا الأدب في باب القصص النّثرية التي صوّرت أحوال العرب وأيّامهم وما حدث فيها من وقائع وأحداث كيوم ذي قار الذي انتصر فيه العرب على الفرس.
• للموضوع متابعة جديدة بعنوان( البيئة التي نشأ بها الأدب الجاهلي).
حيدر وطن
• سورية سلمية
في /24/6/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق