الجمعة، 23 يونيو 2017

قصة قصيرة بعنوان { دعوة } بقلم الكاتبة أسمهان خلايلة... فلسطين... الجليل

قصة قصيرة
دعوة
ضربت  ركبتها بركبته من تحت الطاولة ، : عيب هكذا ..
دس  قطعة لحم كبيرة في فمه تحت نظر الصغيرة الشقراء الشعر ، التي ما فتئت ترفع حاجبيها اندهاشا وتعجبا من سرعته في التقاف الأكل  ،لم يعر التفاتا  لنصيحة المرأة المترجرجة الأرداف والأكتاف تحت ثقل الشحم عليهما ، بأن الشوربة والبطاطا من المقبلات المفيدة والشهية
لكزته بيدها متظاهرة بإزاحة وعاء السلطة ، فحرك كرسيه نحو معاقل الأرز  بالدجاج والبازيلاء ، ولم يرتشف رشفة ماء  واحدة ،فهو ينفذ خطته : الإحتفاظ بمساحة  جوفه للأكل الذي لن يتكرر إلا  مرة في العمر أو  من يدري .!
الفتاه الصغيرة  قامت بتجميع الأكل المتبقي  ووضعه في أكياس النايلون ليطعمها لقطه كما أكد لها بعد أن زعق بلهفة : حرام رمي الطعام !
: ضعي كل  نوع من الطعام على حدة !
:  يا له من قط مدلل مغناج .. علقت الأم المترجرجة اللحم ..وأنهت موضوع تعجب الفتاة .
لم يحر ردا على  تعنيف أمه الذي شنته حال عودتهما إلى المنزل ، إنه سعيد ولن يفسد فرحته بالنقاش حول همجيته وشراهته أثناء تناوله الإفطار في بيت تلك الأسرة الموسرة الحال... وقد  أرادت ربة المنزل تنفيذ إطعام ستين مسكينا ،طمعا في تسجيل الحسنات !
هكذا  ضمن الإفطار الرمضاني  لأسبوع قادم ...  يرتاح فيه من البطاطا المقلية وشوربا الخضار وقد طال مكوثهما وحيدتان على طاولة منزلهم ..
تحسس الأكياس رتبها في الثلاجة الخاوية إلا من زجاجتي ماء ، واسند رأسه إلى  صدرها ، .. آخ يا أمي العظيمة الأنَفَة  كم كنت وما زلت ،تجوعين أيتها الحُرة وما أَكَلَتِ يوما بثدييك .
إبتَسَمت وهي تضربه بظاهر يدها : أيها الأشعب  الصغير عليك إصلاح  معدتك الأكول !!!
أمقتنعة أنت  بهذه النصيحة ؟
تجاهل رؤية الدموع  المترقرقة في محجريهما  .

أسمهان خلايلة
الجليل الفلسطيني
2017 حزيران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق