لا مقام للعزاء
صفير الرياح الشرقي
تهز
ضفاف خليج طنجة
قواقل من
العابرين
والمتسكعين
وكل من
قطعت بهم السبل
وعلى أعتاب
الضفة البحرية للمدينة
أسمع عويل وتمرد الأموات
على صفحات البحر
قصائد الرثاء و النعي
تكتب عن كل
من غاص فيها و لم يعد
وعلى مد البصر
تلمع
بقايا أحلام مبتورة
تنمو بين الضفتين
طين وماء تورما معا
في مهب الريح العاصف
فاض الماء
موجة تبتلع الأخرى
الموج يمضغ بعضه
ليشيد مقبرة للدفن
في عمق البوغاز
في زمن العهر
فاض كأس الأسى
وما شبع البحر
البحر مازال ينادي
هل من مزيد
ولازال الموت
يتسلل من بين
أصابع الموج
ليخرق قوارب الموت
حطام الحلم البائد
وأضغاث الأحلام
وبعض الأوهام
والفردوس المفقود
يلهب الألباب
هذا موسم
الجني و القطاف
الخصوبة تراجعت
في وجه زمن العقم
فلا مقام للعزاء هنا
المدينة الفاضلة
هي الأخرى
لفظت أنفاسها الأخيرة
ابتلعها
البحر و المحيط
مريم محمد المهدي التمسماني
طنجة المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق