الهجرة الشريفة
( الهجرة الشريفة هي الحدث الأهم بعد نزول الوحي وهي المتممة له ) منذ 1438 عاما قمريا . هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة الى يثرب ومعه صاحبه في سفره أفضل صاحب .
وحين أجمع عربان ذاك الزمان في مؤتمرهم الشيطاني وانخذوا قرارا بالاجماع حيث تعجب الشيطان الذي حضر جلستهم وكأنه شيخ من نجد تعجب من قدرتهم على استخلاص المكر من جنبات الدهاء وردهات البلاء وبارك للقوم التعساء خطتهم التي تقضي بالخلاص من سيد الخلق بضربة واحدة من عدة سيوف بعدد القبائل ليتوزع دمه ولا يحيط به أحد.
ويمكرون وهذه مهمتهم الفساد والاستعباد ويمكر الله وهذا من فضله لينكث غزلهم من بعد قوة ويزل أقدامهم لئلا تثبت على امر لتبقى البسمة والضحكة تعمران وجه الحياة ويتوجه بعد أن نثر التراب فوق رؤوس القوم لان التراب هو المادة التي تليق بتفكيرهم لأنهم لا ينظرون الا الى أسفل ولا يفكرون بالنور كيف يسري ولا بالهدى كيف يجري .
ونام الفتى المقدام علي في فراشه ليتوهم الأغبياء انه من نوام الضحى صلى الله عليه وسلم .
ويتوجه الى غار ثور .
وحين أصبح الصباح بعد عتمة الليل البهيم الذي أثقل على المنتظرين طول ساعاته وجدوا مالم يكن في الحسبان أن هدفهم قد تبدد وأن رأيهم غير مسدد وان خطتهم باءت بالفشل المندد وأن غريمهم هو السيد المؤيد .
ثم تفرقعوا بعد تكأكئهم .وساحوا يبحثون عنه ليفوزوا بالجائزة وما أقلها وأبخسها أمام الهدف السمين .
مائة ناقة مقابل العثور على إمام المرسلين لا مقارنة ولا قياس ولا يصلح معها اقتباس مهما اجتهدت الجنة والناس .
وكان الكنز يختبئ بنوره في مشكاة الغار ولم ير الخفافيش أنوارا تعمي العيون الباهتة .
ولا يهمني عنكبوت قد نسج بيتا ولا حمامة باضت وقالت ريتا وليتا .
فاذا صدقت الرواية فالاحساس بالأمان جلب الحشرات والطيور والحيوان .
فكيف بغار قد تغشته رحمة الله وفيه أفضل خلق الله .
إذن فلتبض الحمائم ولينسج من أراد أن ينسج حتى العمائم ( وإذا العناية ألحظتك عيونها . نم فالمخاوف كلهن أمان )
ثم توجه القمر الإنساني إلى مداره تجاه هدفه ومساره . فرآه وعثر على الغنيمة سراقة بن مالك ومن شدة فرحه عطس وقح لتغوص أقدام فرسه العربية قح.
فتغشاها نور أفقدها الرؤية .
فتحلل الرمل الى كثيب مهيل لا يثبت عليه شيء إلا أصحاب النور لا يعجزهم شيء مادامت العقيدة لا تحزن فنحن في ظل المعية .
فرجع سراقة باكثر من مائة ناقة . بوعد صادق يتمثل في إسواري كسرى قمة الأناقة .
وسار الهدى والنور والسرور إلى خيمة أم معبد حيث تجلى الرب للعبد وفرحت الشاة النحيفة بلمسة اليد الشريفة والعفيفة والنظيفة فامتلأ الثدي الجاف باللبن الرعاف وشربوا وارتووا وحمدوا الله خالق الشاة وثديها . ثم وصلوا حواف المدينة ليستقبله أهلها الذين انتظروا قدوم النور لا أقول( على احر من الجمر بل على أندى من العطر ) ونشدوا النشيد الخالد دون بساط أحمر ألا يكفي أن دماء الحق والصدق في عروقه تتبختر ؟!!. وانتشر الصدق عند متلهفي سماعه ولم يحمل معه قلامة ظفر من كتاب ولم يستعمل مرئيا أو اذاعة. وسمع الكون عن جماله وبدأ البدر في كماله صلوا عليه وسلموا تسليما ( وصفي المشهراوي )
الخميس، 29 سبتمبر 2016
مقال بقلم الأديب وصفي المشهراوي.....فلسطين/غزة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق