الاثنين، 3 أكتوبر 2016

قصيدة بقلم الشاعراحمد بو حويطا( أبو فيروز) .....المغرب/الرباط

" كاذبة "

خدَعتكَ بقولِها أُحبكَ
أغارتْ عليكَ بهمسةٍ من ثغرِها النائمِ
قبّلتكَ ، أطاحتْ بهدوءِ الطفلِ فيكْ
روعَّت سكينةَ المجلسِ
و شدّتْ قوافلَ حبكَ لسحرِها الآثمِ
غفوتَ ، حلمتَ
بأنكَ عاشقَها الوحيدْ
و أنها أصبحتْ في أُصبعكَ
كفيروزةٍ تحضُنها أساريرُ خاتمِ
قبَّلتكَ ، ودَّعتكَ
و دَعَتْكَ غداً لموعدِها الكاذبِ
و لم تبقِ سوى نفسٍ عاطرٍ كالحريقْ
و منديلٍ تناستهُ
خبأتهُ للذكرى
و ذابتْ في ظلامِ ليلٍ غائمِ
وحيداً مشيتْ
تخاصرُ ظلكَ الخافتَ في الطريقْ
المصابيحُ شاردةٌ و مُرهَقةٌ 
تُغازلُ خطوكَ بضوئِها الساهمِ
و بصوتِكَ الناعسِ كنتَ ترددُ
يافرحتي يافرحتي غداً سنلتقي
فكَم يقينٌ يحسدُه اليقينُ
إبتلعتهُ حدائقُ شكٍ
و كم شكوكٌ كسرَ شوكتَها اليمينُ
فكم جوابٌ و كم سؤالٌ
صنعتَ نعشاً لهُ بحلْمكَ الناعمِ
و قلبكَ يحتسي لذةَ الموعدِ
عرجتَ على قارعةِ الأصيلْ
بنيتَ قصوراً بها خدمٌ و جداولُ عطرٍ
و فاكهةٌ مما يشتهينْ
رسمتَ غابةَ مسكٍ يحرسُها النخيلْ
و ما لم يخطرْ على بالِ حالمِ
غداً و في الموعدِ
كنتَ كما تشتهي الغواني في الموعدِ
فضاضةُ ملاكٍ و رقةُ ظالمِ
و قلبُكَ تنهشهُ دقاتُ حلمهِ
يكادُ من وهمهِ
يكادُ يرى شكلاً لها في كل قادمِ
مرت ساعةٌ ...
بل مرتْ ساعاتٌ على موعدٍ
لا تخافُ فيه لومةَ لائمِ
الوردُ في يمينكَ ينفثُ من عطرهِ الغاضبِ
يُداري شوقَك بموعدِها الكاذبِ
و في اليُسرى منديلُها يخترعُ الأعذارْ
ربما ... أخرَتها الأمطارْ
ربما ... خانتْها ساعتُها
ربما ... رمَتها الأقدارْ
رمَتها الآنَ في حضنِ عاشقٍ واهمِ
مرت سنةٌ ، سنتانِ على موعِدها
عادتْ من الغيب لافحةً كزخةِ المطرْ
أطلتْ كقصيدةٍ هيفاءَ
أطلتْ من بعيدٍ كالقدرْ
كل شيءٍ فيها لم يتغيرْ
سوى لونُ عينيها و لونُ الشعرْ
ساحرةٌ كعادتِها
كلحنٍ عصفتْ يداهُ بذهنِ الوترْ
قبّلتكَ ، إرتمتْ في أحضانكَ
كعصفورةٍ نامتْ في قصيدةِ ناظمِ
تسللتْ أصابعُها إلى يديكْ
ذوَّبتْ حِقدكَ في لحظةٍ
و سرتَ كطفلٍ تنط من شفتيهِ فرحةُ صائمِ
دعوتَها لأقربِ مقهى
و كانتْ بين الفينةِ و الأُخرى
تُشهِد أختَها الصُّغرى
بأنها كانتْ في الموعدِ
كل شيءٍ فيها هادئٌ
سوى ثرثرةُ الأصابعِ
و دمعةٌ كاذبةٌ
أساءتْ إلى سُمعةِ المدامعِ
تناولتْ قهوتَها على عجلٍ
كشحرورةٍ خافتْ من ظِلها
قبَّلتكَ ، ودّعتكََ
و ادَّعتْ بأن لها موعداً مع أمِّها
ناولتكَ صورتَها و رقمَ هاتِفها
قبّلتكََ و دّعتكََ
و دَعتكَ غداً لموعد قادمِ
رميتَ منديلَها ، صورتَها ، رقمَ هاتفِها
و عُدتَ من حيثُ أتيتْ
كأنها لم تكنْ سوى أضغاتُ حالمِ

الشاعر أحمد بوحويطا ابوفيروز
           المغرب

هناك تعليق واحد: