[ثُلاثيةُ الوجعْ]
كيف أسامِحْ!
وبكلّ هذي السنين وأنا بوجه الظلمِ أناطِحْ
أصارعُ من كانوا لي الربعَ فأصبحوا جوارِحْ
اواجهُ هذه الدنيا وبؤسَ من فيها لهم روائحْ!
فكيف أسامِحْ!
حتى طرقتُ لمّا أردتُ نجاتي كل المطارِحْ
ما ظلّ لي في الكونِ صاحبٌ إلا وأصارِحْ
ظُلِمتُ وقسوةُ الظلمِ باقيةٌ بقلبي لا تُبارِحْ !
فكيف أسامِحْ!
لكأنّي الآن من ضيق نفسي والعذابَ أكافِحْ
لكأنَّ عمري من قسوة الظلمِ كحصانٍ جامِحْ
لكأنَّ أرى عمري صار كماء البحرِ مالِحْ !
فكيف أسامِحْ!
فيا أيامُ ويا سنينَاً وجعي كيف لي أصالِحْ
يا أحلامُ عمري التي تكسَّرت صوتُها نائِحْ
ويا أيامُ يا أوهامُ متى يعودُ حُلمِيَ الكادِحْ !
فكيف أسامِحْ!
إنّني عاهدتُ نفسي أن تبقى بالأسى الجارحْ
وتظلّ تحكي لكلِّ الناسِ صارخةً لن تُسامِحْ
وستبقى على عهدِها صامدةً رغم النصائح !
فكيف أسامِحْ!
فالصديقُ الوفيُّ يطعنُني بسكّينٍ حدّها بادِحْ
والأخُ والخلُّ والوفيُّ الذي كان مخلصاً سائِحْ
قد تخلّى وباعَ أيامنا والذكرياتِ بثمنٍ جائِحْ !
فكيف أسامِحْ!
بقلم الدكتور عماد الكيلاني/4/10/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق