صلاةَ الروحْ
يُنادي فما عاد ينفعهُ النداءْ!
وما عادَ يبكي
فقد كفاهُ مطرٌ يهلُّ من السماءْ!
ما عاد يسألُ عن جرحٍ
ولا عن مسعفٍ يدنو إليه بالدواء!
كأنه أصابهُ حزنٌ فأدمى القلبَ
فارتمى وحيداً وفضَّل الإنزواءْ !
فلا الجرحُ ولا الدمُ النافرُ يبصرهُ
ولا تساقطِ الامطارِ تغسلهُ
كلا لم يعُدْ يدري نهاراً من مساءْ!
فالعمرُ مشوارٌ له انطلاقٌ
وله في كوابيسِ الحياة شقوةٌ وابتداءْ!
له في ثنايا الأزقّة في شهقات العمر
مشاويرٌ من التعاسة والشقاءْ!
يكتوي إن تذكَر لحظةً كل ما جرى
ويبكي دماً مخثّراً من لظى الاكتواءْ
يُنادي ... على من تنادي
ولا أحدٌ هنا ولا أحدٌ يلبّي هذا النداءْ!
ولا صوتٌ هناك تسمعه
لا شيء سوى حشرجةٌ تزحفُ بالفؤادِ
لربّما دمعٌ تسرّب من الاحداقِ وجاءْ!
ضاقت بأوداجهِ الدنيا كلما رأى
امواجها الاحزانُ مسرعةً إليه بغير اكتفاءْ!
فيا لها جذوة اللظى على اتونِ المساءْ!
ويا لها قسوة الأيام وهذا المدى
يشيبُ الدهرُ ملتبساً لكن بغيرِ رِداءْ!
ويا مضاضةَ العمر فإنه سودُ الليالي
وما في الصبحِ سوى بقايا الانكفاءْ !
في هذه الدنيا وعلى ثرى البسيطة قبرٌ
حوى بقية الزمان فالترابُ له الكساءْ!
تجرّع من مرارة العمر وعلقمِ الدماءْ!
تلوّى من صديدِ القهرِ بغيرِ رجاءْ!
ظلّ يبحثُ في كتب الحياة عن حلٍّ
فما نالَ منها سوى الهمومِ بغير دواءْ!
حاولَ أن يستفيقَ مرةً فصلّى مع الفجرِ
صلاة مودِّعٍ تمنّى قليل راحةٍ
ثم صلّى صلاة الوداع وأكثر الدعاءْ
ثم انزوى قليلاً جالساً في الركنِ
يبحثُ عما سيُنجيه من هذا البلاءْ
فاستدارَ مرتين ثم اكتفى بالسكونِ
ودّعَ الروحَ كي تواريهِ الثرى
دونما خوفٍ مما سيأتي ولا اعتداءْ!
د.عماد الكيلاني
فلسطين القدس
21.12.2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق