الخميس، 15 ديسمبر 2016

مقال بعنوان { العربية أم اللغات } كتابة الأديب والشاعر حيدر وطن / سورية/سلمية

اللغة العربية... ومسؤوليتنا في الحفاظ عليها )
من محاضرة لي  بعنوان:(العربيّة أمّ اللغات))
الأخـوات والأخــوة الحضور:

ونحـــن اليوم نشهـد نهضة ثقافيّة وعلميّة في كـلّ شؤون الحيــاة,ولهـذه النهضة مقوّمــاتهـا الحيّة الأصيلة والّتي تعتبر لغتنــا العربيّة من أهمّ دعائمهـا,كما يؤكّد أحد الدارسين بقوله(1) :
" لقــد شكلّت الّلغة العربيّة وهي إحــدى دعــــائم الأمـة رباطاً وثيقاً يؤلّف بين الجمــاعة العربيّة, ووعاء إنسانيّاً  وحضاريــاً فاصلاً تختزن فيــه ذكريــاتها وتجاربها وجــلّ ثقافتها, وتصوغ فيـه أحلامها وآمـالها).
"واستشهد بقول أحـد المفكرين: " إن اللّغة جهـاز الإجتماع عند الإنسان,فاللّغة والأمة أمـران متكاملان".
وهذا القول قـد لا يصدق على أيــة لغة وأمّة كما يصدق على أمّة العرب ولغتها.يقول د.ملاذي في المصدر السّابق:
(إنّ شعوب العالم تعتّز بلغاتها وإن الدّول المتقدّمة تنجز حضارتها وتقدّمها العلمي بلغتها الأم.حتى إسرائيل فإنّها لفّقت ثقافة هجينة وأحيت لغة بائدة،فرضت وجودها في كلّ المجالات.....ولقد أدركت الأمة العربيّة هذه الحقيقة فوقفت موقفاً واضحاً،تدافع عن وجود الأمة بالمحافظة على لغتها).وكان للقمة التي عقدت في دمشق مؤخراً دور هام في هذا الشأن،إذ أصدرت في نهاية أعمالها قراراً ينصّ على ما يلي:(إيلاء اللغة العربيّة اهتماماً ورعاية خاصّة باعتبارها وعاء للفكر والُثقافة العربيّة،ولارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا،لتكون مواكبة للتطور العلمي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات ولتصبح أداة تحديث في وجه محاولات التّغريب والتّشويه التي تتعرض لها ثقافتنا العربيّة)..ونأمل أن لايبقى قرار القمة في هذا المجال حبراً على ورق ،لأنّ العبرة والفائدة دائماً بالتطبيق. وخاصة إذا كان الأمر يتعلّق باللغة التي هي عنوان الهويّة وعلامتها كما  يقول أحد الباحثين من بحث بعنوان(2)(أزمات اللغة العربيّة):(وما خرجت به من هاتين التجربتين أمران:أولهما عدم الجديّة في مناقشة تدهور أحوال اللغة القوميّة وأوضاعها،ذلك على الرغم من التّأكيدات المتكررة والبيانات الحماسية عن ضرورة الحفاظ على الهويّة وأهميّة صيانتها بما يكفل لها القوة والنماء).وما أكثر ما نسمع في هذا المجال من أقوال خطابيّة عن مخاطر "الغزو الثّقافي" وشرور "العولمة"القادمة،لكن أقل مانرىمن أفعال حقيقية،على الأقل في ما يتصّل باللغة التي هي عنوان الهويّة وعلامتها.وقد يقول قائل: إنّ قرارات القمم العربيّة لم تطبّق لحماية الأمن القومي العربي ، فكيف ستطبق  لحماية الأمن اللغوي والثقافي المهدّدين؟ يقول الكاتب علي عقلة عرسان جوابا لسؤال وجهه إليه  فيصل القاسم معدّ برنامج الاتجاه المعاكس  بعنوان:( العربيّة الفصحى): سأل القاسم: أولاً محاوره د.رفيق روحانة وهوشاعر لبناني من مؤيدي العاميّة والذي شبّه الفصحى بالجثة المحنطة عندما قال: يا دكتور قاسم ، لماذا نكذب على أنفسنا ونقول :نريد إحياء جثة محنطة؟ سأله القاسم كيف تنظر إلى مادعت إليه القمّة العربيّة الأخيرة لإيلاء اللغة العربيّة الفصحى، اللغة العربيّة بشكل عام،اهتماماً ورعاية خاصة؟ أجاب روحانة قرارها هذا يشبه قراراتها السّياسية،سلام عليكم وعليهم.ثم توجّه القاسم إلى عرسان و كان طبعاً من المدافعين عن الفصحى والمندّدين بدعاة العاميّة بالسؤال:كيف تردّ على هذا الكلام؟سلام عليكم وعليهم،يعني نحن في القمم نتشدّق كثيراً لحماية الأمن القومي، والأمن اللغوي والثقافي،والأمن القومي واللغوي( رايحين تحت الأرجل).أجاب عرسان:أنا أقول إنّ القمّة العربيّة في الرياض اهتمّت بالُثقافة، وفي دمشق اهتمّت باللغة،هذه سياسة حكيمة ويجب أن تنفّذ،ولكن إذا بقيت القرارات مثل قرارات القمم الأخرى فسلام على الجميع،وأنا أقول :انطلاقاً من إيمانن بأنّ ا اللغة العربية التي هي كما قيل عنوان هويتنا القوميّة، ولأنّ هذه القرارات صدرت من دمشق العروبة، المؤمنة دائماً بأمتها العربية ولغتها الفصحى القوميّة،فسوف تنفّذ هذه القرارات  بعون الله.وسوف نصون أمتنا من الشرذمة والضياع والتجزئة التي يخطّط لها أعداؤها منذ زمن بعيد، بإضعاف لغتها وإقصاء الفصيحة منها، و سوف نحافظ على مفردات وقواعد لغتنا العربيّة الفصحى ،بالمحافظة على تراث وثقافة وآداب أمتنا العربيّة، ليبقى صرحها شامخاً وثابتاً كالجبال.ولتبقى روحاً تنبض بالحياة،لا جثة  محنطة وهامدة كما يقول الشّعوبيون والحاقدون من أعدائها. وقال أح الكتاب (3) في مقالة له (ومن الحبّ ماقتل ربما ينطبق هذا القول علينا نحن أبناء الضّاد،نعشق لغتنا ،نهيم بها كلاماً وتنظيراً،ونحفر قبرها إهمالاً،نعقد المؤتمرات وننسى مناهجنا التّربوية،نضع الخطط وننسى التّنقيذ،مؤسسساتنا الثّقافية بإمكاناتها المادية والعلميّة قادرة على التّحرّك ولا أدري من الذي قال:لم أر أجمل من اللغة العربية ولكني لم أرشعباً يستعجل وأد لغته كما يفعل أبناؤها....نبحث عن ذرّة فعلٍ قبل قنطار كلام. وهذا الكلام موجّه إلى اختصاصي اللغة العربيّة،وإلى المهتمين بعلومها وإلى المتربعين على سدّة المسؤولية،في مجامع اللغة العربية على مستوى الوطن العربي،عليهم جميعاً أن ينهضوا من رقا دهم،وأن يعملوا بروح عالية من المسؤولية،والحس الوطني والقومي،لإعلاء شان لغتنا العربيّة،وجعلها في المحافل الدوليّة لغة عالميّة،لأنّ قطار العولمة لن ينتظرنا في محطاته الثقافيّة،والأهم من ذلك أن نجعلها في متناول شبابنا وشاباتنا ،لغة سمحة وفصيحة،وأن نجعلهم من خلال تلقيهم لها، يحافظون على انتمائهم الوطني والقومي،ويعرفون أثر ها في هذا الانتماء القومي والوعي الوطني،وفي مدى تعبير اللغة عن هويّة الأمّة،لكي تعاد لهذه الأمّة صحوتها،بعد رقاد.
*** للموضوع تتّمــــــــــــــة..

الهامش:(1) د. محمد الرميحي رئيس تحرير مجلّة العربي سابقا  في تقديمه لكتــاب (أراء ودراسات في الفكر القومي) أهميّة اللغة.
(2) الكاتب د.جابر عصفور .
(3) الكاتب ديب على حسن.

كتابة حيدر وطن
سورية سلمية.
15/12/2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق