الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

مقال بعنوان { شؤون ثقافية } تأليف الأديب والشاعر حيدر وطن /سورية/سلمية

شؤون ثقافية..؟؟
*************
أولا: في الثقافة لغة: هي من مادة(ثقف) وقد جاء في معجم (أساس البلاغة) للزمخشري في توضيح معانيها مايلي:
ثقف:
ثقف القناة، وعض بها الثقاف. وطلبناه فثقفناه في مكان كذا أي أدركناه. وثقفت العلم أو الصناعة في أوحى مدة: إذا أسرعت أخذه. وغلام ثقف لقف، وثقف لقف، وقد ثقف ثقافة. وثاقفه مثاقفة لاعبه بالسلاح وهي محاولي إصابة الغرة في المسايفة ونحوها.
وفلان من أهل المثاقفة، وهو مثاقف: حسن الثقافة بالسيف بالكسر. ولقد تثاقفوا فكان فلان أثقفهم. وخل ثقيف وثقّيف. وفي كتاب العين: ثقيف، وقد ثقف ثقافة.
ومن المجاز: أدبّه وثقفه. ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئاً. وهل تهذبت وتثقفت إلاّعلى يدك.

ثانياً: في الثقافة معنى: هو ما يكتنزه المرء من معارف ومعلومات من خلال قراءاته، ومطالعاته  المتعدّدة من علمية، وأدبية، وفنية واجتماعية ، وتاريخية، وسياسية، أو من خلال مايطلع عليه من ثقافات أمم، وشعوب أخرى.

المثقف في الحقيقة كنز أو خزانة  من المعارف والمعلومات،وكما يقول المثل العامي:"كالجنق الصيني من أينما نقرته يرنّ".
وكثير من الذين ينجحون في برامج المسابقات على شاشات التلفاز هم من المثقفين،وليس المتعلمين.

ثالثاً:  آراء ثقافية خاصة:

والثقافة برأيي هي غير التحصيل العلمي، أو الأدبي،فقد يكون شخص ما متخرجاٍ من الجامعة، باختصاص معين،وقد يكون ناجحاٍ في تخصّصه،ولكنّه في غيره لايفقه شيئاُ،عندئذ نطلق عليه،فلان متعلّم وليس مثقف
وكثير من متعلمينا في هذه الأيام أميين في الثقافة،ولكن بحكم التواصل الإجتماعي المستمرّ بين النساء، فهن أكثر ثقافة من الرجال، لأنهن  على الأقل يفهمن الرجال،وأما الرّجال ومنذ آدم وحتى الآن، لم يستطع رجل، أن يقرأ طالع امرأة ،حتى ولو كانت زوجته.
ومن خلال تدريسي بالريف اليمني الشقيق في تسعينات القرن الماضي، لمدة عامين متتاليين،لم أختلط بامرأة يمنية واحدة،إلا بضعة طالبات لي كنّ في المرحلة الإعدادية،وكانت إحداهن وحيدة بين سبعين طالباً في الثالث الإعدادي،وكان عليّ حتى أجعلها تشارك، أن أجعل الطلاب يقرؤون بالدور،حتى لايلحظ  طلابي اهتمامي بها.ومن يومها حكمت على النّساء اليمنيات،بأنهن ربات بيوت أميات،على عكس الوضع في القطر الجزائري الشقيق،الذي درست بها في سبعينات القرن الماضي، في معهد المعلمين بولاية الجلفة، ،وكانت الطالبات مقبلات على التعليم أكثر من الشباب في القسمين:المعرّب منها،والذي مازال يدرس باللغة الفرنسية،وكانت  آنذاك المرأة الجزائرية المجازة، والمؤهلة تربوياً، تشارك معنا بشكل فعال في تدريس كافة المراحل التعليمية.
ولكن عندما قامت الثورة اليمنية،فوجئت بالنساء اليمنيات، وهن يقدن التظاهرات، وقد تسلحن بوعي سياسي، وثقافي كبيرين،حتى نالت إحدى النساء (**)اليمنيات جائزة نوبل للسلام من خلال مشاركاتها في قيادة الحراك الثوري اليمني.
أصدقائي الأعزاء:قد نكون جميعاً أميين في الثقافة،ولكن لسنا أميين في السياسة..!!
والدليل على ذلك،إذا سألت أي مواطن في بلدنا:لماذا  أمريكا ظلّت إلى الآن متردّدة بشأن الوضع في سورية،ولماذا أوباما لم يعط أوامره في التدخل بسورية؟؟ لأجابك على ذلك وبإسهاب مملّ.
ولو سألت أيّة امرأة عصرية عن فنون الطبخ،لقالت لك :أنا أشتري جاهز ولا أطبخ وأنفخ في بيتي..!!ولكن إذا سألتها عن الأزياء..فهي تعرف كلّ الشهيرات، ماذا ارتدين على الغداء، وعلى العشاء..!!

وإذا ناقشتهن في السياسة،لفزن عليك بقصب السبق ،ولكنت دوما  معهن من الخاسرين.
عزيزي القارئ : إذا أردت أن تكون مثقفاً، فنصيحتي أن تخالط النساء، فهن ضمانة الرجل لمستقبل مدروس بدقة، وحذر شديدين..!!
وإذا أردت أن تريح رأسك من كلّ الأوجاع، والمتاعب العصرية الراهنة،فابق متعلّما،وعش حياتك بدعة، وهدوء،بعيدا عن صخب الحياة،وثرثرة النساء.

حيدر وطن
سورية سلمية
سلمية في /12/12/2012

(**)السّيدة (توكل عبد السلام كرمان) وهي ناشطة يمنية فازت بجائزة نوبل للسلام، كأول امرأة عربية، وأصغر حاصل على نوبل للسلام.وهي  أنموذج للمرأة العربيّة المناضلة المثقفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق