نافذة على الشعراء العرب
الشاعر الأول:
ذكرتك بالديرين يوما فأشرفت ... بنات الهوى ، حتى بلغن التراقيا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... و قد عشت دهرا لا أعد اللياليا
عمرو بن شأس
هو عمرو بن شأس بن ثعلبة الأسدي ، أبو عرار شاعر مخضرم ، أدرك الاسلام و أسلم ، عده ابن سلام الجمحي في الطبقة العاشرة من فحول الجاهلية ، في كتابه " طبقات فحول الشعراء " . كان كثير الشعر ، أكثر أهل طبقته شعرا ، وهو القائل :
إذا نحن أدلجنا و أنت أمامنا ... كفى لمطايانا برياك هاديا
كان ذا قدر و شرف في قومه ، شهد القادسية و له فيها أشعار . توفي سنة 20 للهجرة الموافق 640 للميلاد .
ومن قصائده :
إذا نحن أدلجنا و أنت أمامنا ...
كفى لمطايانا برياك هاديا
أليس يزيد العيس خفة أذرع ...
و إن كن حسرى أن تكوني أماميا
ذكرتك بالديرين يوما فأشرفت ...
بنات الهوى ، حتى بلغن التراقيا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ...
و قد عشت دهرا لا أعد اللياليا
إذا ما طواك الدهر يا أم مالك ...
فشأن المنايا القاضيات ، و شانيا
فما مس جلدي الأرض إلا ذكرتها ...
و إلا وجدت طيبها في ثيابيا
و لولا اتقاء الله و العهد قد رأى
منيته مني أبوك اللياليا
و نحن بنو خير السباع أكيلة
و أحرِ به إذا تنفس عاديا
بنو أسد ورد يشق بنابه
عظام الرجال لا يجيب الرواقيا
متى تدعُ قيس أدعُ خندف إنهم
إذا ما دُعوا أسمعت ثَمَّ الدواعيا
لنا حاضر لم يسمع الناس مثله
و باد إذا عدوا علينا البواديا
....
مع العلم أن هذه القصيدة تماثل قصيدة لمجنون ليلى و تتكرر في قصيدته بعض الأبيات التي في قصيدة عمرو بن شأس
الشاعر الثاني
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... و قد عشت دهرا لا أعد اللياليا
اذا ما طواك الدهر يا أم مالك ... فشأن المنايا القاضيات ، و شانيا
مجنون ليلى
هو قيس بن الملوح بن مزاحم العامري .. المتوفى سنة 68 هجرية الموافق 687 للميلاد .
شاعرٌ غزِل من المتيمين من أهل نجد .
لم يكن مجنونا و إنما سمي بذلك لهيامه بحب ليلى بنت سعد العامرية ابنة عمه ، التي نشأ معها إلى أن كبرت ، و حجبها أبوها ، فهام على وجهه ينشد الأشعار ، و يأنس الوحوش ، فيرى حينا في الشام ، و أخرى في الحجاز ، و مرة في نجد ، إلى أن وحد ملقى بين أحجار و هو ميت ، فحمل إلى أهله .
يقول في قصيدته التي تشتمل على البيت المذكور ، و هي قصيدة طويلة تزيد عن الثمانين بيتا .. أختار منها :
تذكرت ليلى و السنين الخواليا ... و أيام لا نخشى عن اللهو ناهيا
بثمدين لاحت نار ليلى و صحبتي ... بذات الغضا تزجي المطي النواجيا
فقال بصير القوم ألمحت كوكبا ... بدا في سواد الليل فردا يمانيا
فقلت له بل نار ليلى توقدت ... بعليا تسامى ضوؤها فبدا ليا
خليلي إن بانوا بليلى فقربا ... لي النعش و الأكفان و استغفرا ليا
و خطا بأطراف الأسنة مضجعي ... و ردا على عيني فضل ردائيا
و لا تحسداني بارك الله فيكما ... من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
إذا نحن أدلجنا و أنت أمامنا ... كفى لمطايانا بريحك هاديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... و قد عشت دهرا لا أعد اللياليا
إذا ما طواك الدهر يا أم مالك ... فشأن المنايا القاضيات ، و شانيا
خليلي لا و الله لا أملك البكا ... إذا علم من آل ليلى بدا ليا
خليلي لا و الله لا أملك الذي ... قضى الله في ليلى و لا ما قضى ليا
قضاها لغيري و ابتلاني بحبها ... فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
خليلي لا تستنكرا دائم البكا ... فليس كثيرا أن أديم بكائيا
فيا رب سوي الحب بيني و بينها ... يكون كفافا لا عليّ و لا ليا
أرى الأيام تفنى و تنقضي ... و حبك لا يزداد إلا تماديا
و أنت التي إن شئت نغصت عيشتي ... و إن شئت بعد الله أنعمت باليا
و إني لأستغشي و ما بي نعسة ... لعل خيالا منك يلقى خياليا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها ... و شابهه أو كان منه مدانيا
أصلي ، فما أدري إذا ما ذكرتها ... إثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
..............................
خالد ع . خبازة
سورية اللاذقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق