الثلاثاء، 13 يونيو 2017

لغتنا الجميلة في علم العروض والقافية ... سورية... اللاذقية

لغتنا الجميلة

في علم العروض و القافية

في عيوب القافية 

لا شك أن  شعراءنا على علم كامل و تام بعيوب القافية  ، إلا  أنه يبقى  هناك العديد أو الكثير من الشعراء المبتدئين و الشباب الذي قد يفوتهم الكثير من علم القافية و شروط البناء عليها أو بناء القصيدة  ..  لذا فقد توجهت إليهم  لتبيان هذه العيوب في مقالات علها تفيدهم و تكون طريقا لهم في تبين السلوك الصحيح في قرض الشعر .
و أول هذه العيوب 

" الإقواء "

كنا تحدثنا في بحوث سابقة ، عن القافية و الأحرف التي تتألف منها  ، و أنواعها و الشروط الواجب توافرها ، لتكون خالية من العيوب المكروهة .

و سنتحدث اليوم عن ما  لايجوز للشاعر ، و عن  العيوب التي قد تقع  في القافية ، و التي يتوجب على الشاعر الإبتعاد عنها .

تقسم القافية الى ثلاثة أشياء : أصول و حروف و حركات .
فالأصول هي : المتكاوس , المتراكب ، المتدارك ، المتواتر و المترادف . و سميت كذلك وفقا لحركات حروفها  ( و قد تحدثنا عنها تفصيلا  في بحوث سابقة  )
و الحروف هي : الدخيل و التأسيس و الردف ، و الخروج و الوصل و الروي . ( تكلمنا عنها أيضا سابقا )
و الحركات : التوجيه و الإشباع   و الرس و الحذو و النفاذ و المجرى

أما العيوب التي ترد على القافية ، و هو ما يهمنا في هذا البحث فهي أربعة ، وهي : الإقواء ، و السناد و الإيطاء ، و الإكفاء ، و أضيف إليها  خامسا  وهو التضمين ، وهو أن البيت لا يتم معناه  ، الا بالبيت الذي يليه ‘ وهو من عيوب الشعر المكروهة  .

وقد أورد أحد الشعراء هذه العيوب في أبيات :

القوافي مخمسات ثلاث ... حركات و أحرف وفساد
فابتداها رس وحذو و اشبا...ع و مجرى و في النفاذ العتاد
و الحروف الروي و الردف و التأ... سيس و الوصل و الخروج العماد
و العيوب الإيطاء و الإقواء والأكــ ... ــفا و فيها التضمين ثم السناد

و سنتحدث اليوم عن الإقواء ، وهو عيب يقع في حرف الروي من القافية ، و قد علمنا ما هو حرف الروي في مقال سابق .
و الإقواء هو تغيير حركة حرف الروي بين بيت و الأبيات اللاحقة  ، و هو عيب كان يقع قيه العديد من الشعراء ، حتى فحولهم  ، ومنهم النابغة الذبياني  في قصيدته المشهورة " المتجردة " و التي يقول في مطلعها  :

أمن آل مية رائح أم مغتدي ... عجلان ذا زاد و غير مزودِ
زعم البوارح أن رحلتنا غد .. و بذاك خبرنا الغداف الأسودُ

و الغداف : هو الغراب .
ونلاحظ أن البيت الأول ، جاء حركة حرف الروي فيه  على الكسر ، بينما في البيت الثاني جاءت حركته  على الضم .
و قد نُبه النابغة الى ذلك مرارا ، فلم ينتبه ، حتى دخل يثرب ، فطلبوا من قينة أن تغني له هذه القصيدة ، على أن تبطئ في غنائها للبيت لدى وصولها إلى  هذا العيب ، فانتبه إلى  ذلك ، و قام بتصحيح البيت كما يلي :

زعم البوارح أن رحلتنا غد ... و بذاك تنعاب الغرابِ الأسودِ

و قال :
دخلت يثرب و أنا ألحن في الشعر ، و خرجت منها و أنا أشعر  الناس .

و هذا ما حدث أيضا للفرزدق حيث يقول مادحا الخليفة عبدالملك بن مروان :

مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب كنـديف القطن منثورِ
على عمائمنا تلقى و أرجلنا ... على زواحف تزجى مخها  ريرُ

و كلمة رير : تعني رقة في المخ .

نلاحظ أن  لفظة " منثور " جاءت في البيت الأول ( على الخفض ) و أن لفظة  " رير  " جاءت في البيت الثاني  ( على الرفع  )
قال  ابن  أبي اسحق للفرزدق مشيرا الى لفظة رير : أسأت ! فموضعها رفع ..  وان رفعت ، أقويت ( مشيرا الى عيب الاقواء ) .
عندها قام الفرزدق بتغيير عجز البيت على الشكل التالي  :

على زواحف تزجيها محاسيرِ

حيث أتي بلفطة مخفوضة الروي لتتناسب مع روي البيت الأول .

لذا لم يعد يسمح للشعراء ، بوقوع هذا العيب في أشعارهم ، مع أنه قبل ذلك  ربما كانوا يتجاوزون عنه  .
اذن فان الإقواء ، هو اختلاف حركة الروي بين بيت و آخر ، وهو من عيوب القافية  .

....

خالد ع . خبازة
سورية  اللاذقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق