السبت، 17 يونيو 2017

مقال بعنوان { أيها المثقف ... } بقلم الأديبة والشاعرة جميلة الكجك ... الأردن ... عمان .

أيها المثقف
عظيم ما تقدمه في قاعات المحاضرات وفي المنتديات واللقاءات المباشرة التي تجعلك تتلقى تفاعل الأشخاص معك تفاعلا مباشرا.
عظيم ما تسطره "أناملك"على الأوراق تحتفظ به حتى يحين نشره، لكن ذلك كله يبقى حبيس فئة من الناس قليلة.
فائدته لا تتعداهم وأنت طاقة عظيمة.
فرق جوهري بين ينبوع ماء لا مجرى له، نهر أو محيط وبين فضاء يرتقي فوق الهامات يراه الجميع، يستنير الكل بما فيه من نجوم وكواكب تضيء السماء.
ألم تدرك بعد أن العلوم والمعارف لم تعد حكرا على التلاميذ ولا أساتذتهم، وأن الثقافة ذاتها تمددت حتى كادت أن تبتلع في جوفها كل ما صاغه البشر من فكر ووجد وتصوير للجمال، وأنها ترتد إليهم بأجمل مما صاغوها لو أنهم تبادلوها فيما بينهم.
فما الثقافة إلا تثقيف للنفوس فإذا بها تعيد تشكيل صور الجمال بأجمل مما كان وأبهى ما بين دخولها والخروج.
يقولون أن هذه الفضاءات لم تخلق للفئة الجادة وأن من يرتادها إنما يرتادها للتسلية، ولكنني أعلم علم اليقين أن من يدخل فضاء "ما" ويرى جمالا ويتلمس جدية في الطرح وصدقا وإخلاصا في العطاء، وصحة في المعلومة، أومن أنه لن يعاد  إلى القبح أبدا، فالنفوس تواقة للخير والجمال ومن يقول غير ذلك ففي ذاته هو يكون الخلل.
فأينما تكن اصنع الجمال وهبه لكل البشر يرتد إليك أجمل وأجمل.
 
جميلة الكجك
الأردن عمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق