(( الإله غوغل ))
جلست مع أحد الأصدقاء في سهرة لطيفة نتجاذب أطراف الحديث حتى وصل بنا الكلام إلى طرح أمر شائك ؛
فادليت بدلوي عن الموضوع ؛ من عقلي ومما قرأته او سمعت ؛
فإذا بصديقي يستل الجوال من جيبه ويفتح محرك البحث جوجل ويطرح الموضوع عليه ؛
ثم نظر إلي قائلا و الاستهزاء يتطاير من عينيه : لا يا صديقي بل الحقيقة هكذا ؛ ثم آتى بكلام غريب عن أذني متتبعا سطور الجوال .
ولما انتهى ؛ قلت : له يااخي ؛ هذا الكلام مستهجن غريب ولم يذهب إليه أغلب العلماء والمفكرين ؛
فقال : لا بل الأمر كما قلت لك ؛ وأشاح بوجهه عني ؛
سكت أنا ؛ وفكرت مستغربا ثم فتحت الجوال على محرك البحث ؛
وطرحت الموضوع ؛ فإذا بآراء موحدة تدور في فلك ماقاله صديقي ؛
ثم عدت وطرحت موضوعا آخر لاعلى التعيين ؛
مثلا : حكم الدين في الحب ؛
فإذا بقول ابن باز في الحب
ورأي ابن عثيمين في الحب قبل الزواج وهكذا
ثم طرحت رأي الدين في الجهاد مثلا ؛
فإذا برأي الألباني في الجهاد والخروج على الحاكم
وحكم ابن باز في الجهاد
وقول العريفي في الجهاد ... غريب ؛ ما هذا ....؟
هل تم اختزال الدين في عدة آراء مستهجنة وفي اتجاه واحد فقط .؟
أين اقوال الصحب الكرام ؛ وأين اقوال بن حزم وأين كلام الفخر الرازي وأين اقوال الإمام الذهبي وأين أقوال الشيخ البوطي والإمام الشعراوي والشيخ الباقوري والشيخ محمد الغزالي والنجوم المزهرة المضيئة من علماء الدين في المشرق والمغرب ....
كل هؤلاء لهم آراء في ذات الموضوع وأنا لاانتقص من أحد ولكن لم الدفع باتجاه واحد فقط .....
بينت لصديقي هذا الأمر ؛ فإذا به ينظر نظرة المتكبر ويقول :
ولكن قلبي ارتاح لهذا الرأي والنبي عليه الصلاة والسلام ؛ يقول : استفت قلبك وإن افتوك ...
ربت على كتف صديقي وقلت له : ياحبيبي ....
هذا الكلام ؛ قاله : سيد الخلق لرجل أعرابي أتى من البادية ؛
وسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام نظر في قلبه نظرة نبوة ؛ فعرف أنه لايزال على صفاء سريرته السليمة النقية ولم يتسخ بالمدنية الرديئة وآرائها المشتتة ....
فقال له : استفت قلبك ؛ لأنه يعرف أن قلبه لن يدله إلا على الخير والسلام .....
ولكن أن تقول لأحد تربى لسنوات طويلة وسط الفوضى او التطرف او الغلو والعصبية ؛ استفت قلبك ..فهذه هي كارثة ...@
.......
بقلمي : إبراهيم هاشم ....
سورية دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق