الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

خاطرة بقلم الأديب الناقد الأستاذ صالح هشام...المغرب/الرباط

خاطرة
○حدثني  الحرف المقهور قال :
أنا ٠٠٠٠٠٠أنا ٠٠٠٠٠٠أنا :
أنا ٠٠دال دموع الفقراء :
دال دمى  تلتصق بكراسي خشبية  متهالكة  ، لا تفرق بين دال  دم مسفوح  و دال دموع مسكوبة  دال دوامة تسكن الضعفاء في مجاهيل تيه لا محدود ، في زمن  دال دمار البشر والحجر والشجر  ، أملا في دال دوام دمى  على الكراسي  تدير دفتها دال يد أجنبية !
،واقع  ينوء بعين عجز  عربي وعفونة سياسة عرجاء ،رعناء ، بلهاء، في مؤتمرات تفلح في تزوير تاريخ الأمة العربية ، وفي قرع  كؤوس الفودكا في مؤتمرات السلام العالمية المزيفة !
أنا ٠٠٠ ذال ذئب مظلوم :
ذال ذئب بريء من دم يوسف، ألبسوه التهمة ليغطوا  على جريمتهم ويتلفوا معالم البئر  ، وينكلوا بضعفاء (شعوب/ قش )تحت حوافر حمير متطاحنة ، بشر  يفترسه  ، ذال ذباب نهم، وينهجش لحمه ويشرب دمه ويتوضأ (بضم ياء المضارعة ) بدال دماء أطفال  رضع لأداء صلاة واجبة ٠ أطفال ، شيوخ ، نساء ،  يجبرون على تغريبة البر والبحر في غير زمن بني هلال :
يفلتون من قنبلة طائشة ، شاردة فيقدمون ، قربانا  لذيذا تسحقه قواطع  أسماك القرش ، وتتلمظ ملوحة دمائهم  كائنات  بحرية تستر عيب جثثنا ، فيمارس من تبقى منهم رقصة الموت والأمل قبل أن تستوي صفحة الماء على الرؤوس !
أنا٠٠٠حاء أحلام الضعفاء  :
حاء حرباء سياسية لاتستقر على حال ، حاء حمص وحلب : حياة في حياتها موت زؤام لا يرحم صغيرا ولا كبيرا ، واقع آثم مفروض على حلمهم وحلمهم ( بالكسر والضم) حاء تجمع المتناقضات ، حاء حرب آثمة ، وحاء حب مزيف ، و حاء حلم مهموم ، مكتوم بين ضلوع أتعبها الحلم الحاضر / الغائب !
أنا ٠٠٠شين مشهد التعذيب في الزنازن :
اشتهاء الشهيد موتا ، فيه راحة وخلاص من عذاب العذاب ، وما أقسى أن يموت الإنسان موتا بطيئا ، أن يموت واقفا وأن يعيش مشروع قبر في كل لحظة وحين ، موت خوف من الخوف واليأس ، ورهبة مكان عفن وزمان مشؤوم !
الفقير و الغني / الصغير والكبير : اختلط الحابل بالنابل ، وتساوى بنو البشر  ، و هامت أرواحهم في عالم التيه والهذيان والهلوسة ، وتمسكت أجسادهم بتلابيب أرض مجروحة ،  محروقة تأكلها نيران الحقد والكراهية !
نيرون يبعث من جديد فيعيد إحراق روما ، فلا هم أموات ولا هم أحياء  هم قش تدروه رياح هوجاء  بين السماء والأرض ، بين البر والبحر ، بين الحجر والشجر !
فما أخطر موت الأمل في روح ترفرف في عالم اليأس ،وحياة تحيى  و تتشظى يوما بعد يوم تحت رحمة الجوع ، وأزيز رصاص متهور أعمى ، ووعود ضمير عالمي مخبول ، مشلول ،مهبول ،أكله الصدأ !  أنا٠٠٠ تاء تايتنيك عصركم العربي :
فقر و وجوع و عجز سياسي وموت ضمير  عالمي وانكسار روح في جسد تشظى في حاويات القمامة !
فما أقبحنا !
وما أقبح حروفا وظفت في غير موضعها الصحيح !
الحاء !
حاء حب !
لاحاء حرب !
حاء حياة !
لا حاء حتف !
لنا أمل كبير في :
ميم أمل ، مهموم،  مكتوم ، محموم !
ميم ساكنة ، متقطعة ، ميم أنين وجع مسموم !
ميم أمل،  في ميم ألم ، ميم سم في ميم دسم !

بقلم الأستاذ : صالح هشام
الثلاثاء 25 أكتوبر 2016
المغرب=الرباط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق