قصة
حبيبي الذي لا أعرفه ..
رغم أن الأمر يبدو للبعض مفرحا" ، إلا أنني كنت فى غاية القلق ، لم أعتاد على هذا الأمر من قبل ، كلما رجعت من العمل ، وفتحت حقيبتي وجدت تلك الورقة المطوية ، ذات الرائحة العطره الجذابة ، لم تكن سوى خطابا" غراميا ، لكلمات ملتهبة مفعمة بالأشواق
أكذب لو قلت أنها لا تسعدني مثل أي فتاة تحلم بحب حقيقي من رجل صادق بغرض شريف
لكن من هو هذا الرجل ؟؟ الذي يفعل هذا !! بل كيف يستطع وضع الخطاب في حقيبتي ؟؟ التي لا تفارقني!!
ثلاث رسائل فى ثلاث أيام متتالية ، أمسكت حقيبتي في هذا اليوم لا أدري هل أحاول الإحتفاظ بها ؟!! حتى لا يضع خطابه الرابع أم اتركها؟؟!! هل هو رفيق في العمل ؟؟ أم يستقل الحافلة المزدحمة حين الذهاب والعودة ؟؟ أخذت ابحث في الوجوه التي أراها ثم عاتبت نفسي لماذا أفعل هذا ؟؟ فلست أعرفه أو أحبه !! يبدو أنه قد نجح في إشغالي بما يفعله
لا أعلم هل تلك الكلمات التى يكتبها حقا من قلبه ؟؟ أم ينقلها من مكان آخر ؟؟ لو كانت من عقله ومشاعره فيبدو انه شخص غاية في الرومانسية والإحساس ، الرقيق ،
وهذه الصفات لم أعهدها من قبل في أي شخص قابلته ، ربما هذا فقط الموظف الجديد في العمل معي ، إنني لا أعرفه ولم نتحدث من قبل هل أحبني بكل هذه السرعه ؟؟
من يدرى لكن من المفترض أن أكون هادئة ،ثابتة ، أخفي ملامح القلق والتوتر والبحث والمراقبة عن حقيقة شخصه ، الآن أجلس أضع حقيبتي على المقعد المجاور لى ، لا تفارقنى كلما تحركت حملتها في يدي ، رغم أن ضميري يعاتبني في الحقيقة أشتاق لقراءة الخطاب الرابع، ولكن الذي أفعله هذا سيمنعه من وضعه داخل حقيبتي ، ربما هذا يزيدني في عينه علو شأن واحترام وتهذيب لشخصيتي ، لست سهلة المنال ، حتى انتهى العمل .
الآن في الحافلة الكبيرة ، التي دائما لا أحصل على مقعد بها و أظل واقفة ، الحقيبة أحتضنها كالطفل الرضيع بين يدي أمه ، و أعود لحجرتي أنظر لها من بعيد هل تمكن من وضع الرسالة الرابعه ؟؟
لكن لا أعلم أي حزن أصابني وأشعر به يتسرب لقلبي لو لم أجدها ، أجمعت شجاعتي فتحت حقيبتي لا توجد رسالة رابعة ، شعرت بتلك الدمعة المؤلمة التي ينزفها قلبي وصفعت نفسي داخلي أنا من فعلت هذا ومنعته من وضع الخطاب الرابع ،
لقد شغل هذا الرجل الغامض كل مشاعري وعقلي وتفكيري أصبحت أفكر فيه طيلة اليوم و أحلم و أرسم ملامحه في تخيلي ، لكن ماذا لو لم يكن مثل ما أحلم ؟؟ ماذا لو لم يكن الشخص الذي أتمنى وجوده؟؟ لكن لا يهم الأهم من هذا أنه أحبني وستكون قصة لطيفة اخبرها في يوم وأفتخر بها ،
القرار الأخير سأتركه يفعل بحقيبتى ما يشاء ، سأتركه يضع كل رسائله ، وكلماته الرقيقة الجميلة التي تذيب خلايا قلبي ،
أخذت أترك حقيبتي في العمل وابتعد و أراقب و أتابع من بعيد أي شخص يقترب ،
وضعتها عل كتفي في الحافلة حين عودتي ، اعطيتها ظهري أغمضت عيني وأنا أهمس فى صمت هيا أقترب وضع رسالتك ، حتى رجعت المنزل أغلقت حجرتى فى عجالة ، لقد وضع رسالته ، الفرحة تجعلنى أكاد أصرخ ، أبكى ، ارقص ، هل أحببت هذا الرجل المجهول ؟؟ لكن كل هذا يتحطم ،يتهشم ، يذوب، حينما وقعت عينى على تلك الكلمات القاتلة التى طعنتنى : ( آسف الرسائل التى وصلتك كانت خطأ لم تكن لك أعتذر لم أقصد حقيبتك أنت )
دموعي تنهمر ، أشعر بغيوم سوداء تغطي كل ما أراها ،
حينها أيقظت شجاعتي التي تحتضر و هتفت بكل قوة : أي حماقة تلك التي أفعلها ؟!
من يكون هذا الذي يبكيني ؟؟ ولماذا ؟؟ أنا لا أعرفه !! لماذا هذا البكاء ؟؟
هل من أجل كرامتي ؟؟ أم من أجل ضياع هذا الرجل ؟؟
أخرجت الرسائل القديمة وهممت بتقطيعها لكن توقفت يداي ، لقد حفظت تلك الكلمات من كثرة قراءتي لها ، من الصعب فقدانها ، ولكنها ليست لي سأحتفظ ، بها قلبي لا يطاوع تمزيقها
لكن أصبحت حالتي صعبة ، ونفسيتي سيئة ، جعلتني لا أذهب للعمل يومين ، حتى أحاول نسيان هذا الأمر والتجربة المؤلمة .
أعود للعمل ، لم أعد كسابق عهدي أبحث عنه لم أتحرك من مقعدي ، حتى رجعت منزلي ، أبتسم أحلم برسائل الحب التي ضاعت ، لكن كانت المفاجأة حينما وجدت رسالة جديدة ، هل هو اعتذار جديد ؟؟
لا بل أنها الرسالة التي أعادت لي الحياة من جديد ،
( لقد كانت مجرد مداعبة حبيبتي الرسائل كلها لك فأنا لم ولن أحب غيرك لقد كان واضحا حزنك الذي عذبني وغيابك عن العمل جعلني أشعر بالذنب أنت وحدك في قلبي وصاحبة الحقيبة )
بعد أن قرأت الرسالة تمنيت أن أصرخ أحبك ..أنا أيضا أحبك يا من لا أعرفه أو أراه أتمنى صفعك واحتضانك ومعاتبتك لفعل هذا بي ، لقد أوجعت قلبي الضعيف بفعلتك هذه .
جاءت بخاطري تلك الفكرة سأكتب له ورقة مثله داخل حقيبتي ، أطلب منه كشف حقيقة شخصيته ومقابلته لا أعلم هل هذه خطوة عاقله ؟؟ أم مجنونة لكني فعلتها ،، كتبت رسالة داخل حقيبتي وانتظرت الرد في اليوم التالي ولكن كان الرد مفاجأة قوية وصدمة لم تكن متوقعه. .
صدمة جعلتني لا استطيع التحرك من مكانى. ..******
يتبع في الجزء الثاني ....
محمد أبوالنجا
مصر القاهرة
20/4/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق