الأحد، 16 أبريل 2017

قصة قصيرة بقلم الأديب والشاعر/ حيدر وطن/ بعنوان / بضاعة مستوردة / سورية/ سلمية

قصة قصيرة...
بضاعة مستوردة..!!

كانت المدينة تموج بحركة المارة ...صغارا وكبارا..صبايا وشبابا
وكانت الحركة مزدحمة حيث هم ،وهن..الباعة يقفون أمام محﻻتهم ينظرون إلى المارة..والمارة يعبرونهم دون اكتراث متأملين البضاعةالمعروضة في واجهة محﻻتهم التجارية المصطفة على رصيغي الشارع من الجانبين.
كانت (هدى) تريد أن تشتري هدية ﻷمها ولكنها كانت تخجل من ولوج أحد المحﻻت بمفردها،وأخيرا حزمت أمرها ودخلت أحدها..بادرها صاحب المحل مرحبا بها وكأنه أحس بترددها، وخجلها ثم تابع:
-ماهذا الإزدحام.؟؟.
يجعلونك تحشر نفسك في الشارع حشرا لتشق لنفسك مكانا بين المارة.
ابتسمت هدى ابتسامة رقيقة ، وأومأت برأسها  له دون أن تنبس ببنت شفة..!!
- قالت وبدون مقدمات: أريد بلوزة نسائية وأعطته اللون، والقياس ..
أخذ صاحب المحل الذي استفتح بأول زبونة تدخل محله اليوم، يعرض لها ألوانا وأشكالا من البضاعة واصفا ميزاتها..قماش أجنبي، تغصيل وخياطة إيطالية، بطانة من الدانتيل اﻷمريكي ..أزرار من ألمانيا..الخ
- قالت الفتاة وبوضوح أريد بضاعة وطنية.. وأعطته اسم شركة محلية الصنع تنتج مثل هذا النوع  من البضاعة .
-قال البائع وهو متجهم الوجه:أنا آسف ...كل البضاعة عندنا أجنبية، ومستوردة  وندفع ثمنها نقدا بالدوﻻر .!!.ﻻنحضر إلى متجرنا بضاعة محلية الصنع.
خرجت الفتاة من المتجر ،لتدخل آخر ﻻيبعد كثيرا عن اﻷول،لتجد طلبها عنده وتشتري نفس ما رأته من بضاعة أجنبية في المحل اﻷول صناعة وطنية مع تغيير بسيط ﻻسم الشركة ،ومصدر القماش ،والإنتاج الوطني من مدينة حلب.
لف لها صاحب المحل البلوزة،بعد أن نقدته الثمن عملة وطنية ،وليس دوﻻرا، وخرجت فرحة ،ﻷنها نفدت من براثن لص البضاعة المستوردة..!!

حيدر وطن
سورية سلمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق