دعيني أعشقك ... !؟
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
عشتار في هدأة السّحر
عند محرابي
حيث الغاب الوريف
مسحت على بصيرتي
بجمالها الجذل
***
قالت :
أيّها الشّاعر النّرجسي
مالي أراك تتيه في الورى
وعيناك في السّماء تزيغ
بين النّجوم تسبح
***
قلت :
وجع العشق أضناني
في الرّوح ... واِحتراق
في وهج الهجير
***
فقالت :
... لك الحياة
كيف تهدر نعيمها
في الاِرتباك
وضنا الاِحتيار
فقرّ عينا أنّك العاشق الأبديّ
فمن له عشقك السّرمديّ
وفيض إحساسك القدسيّ
تفرّدت عن الأنام
باِستثناء عشقك السّرمدي
والاِنطلاق لجوهر البهاء
لا يحظى به سواك
فلتهنأ بما أوتيت
ولا تبتئس لعشق
دونك وملكوت مطلقه
***
أيّها الشّاعر النّرجسيّ
سألهمك آي الكلم
وكوثر الشّعر
يلهب فيك إشراق الأشواق
وينير كونك مرايا ملتمعة
لا يؤتاه إلاّ ذو قلب مستنير
فلا يغرنّك تقلّب الأحوال
فإنّ العشق آتيك
من مزن الأقدار
يغيث قحط مهجتك
يطفئ ولَهَ الفؤاد
ويينع رياضك النّورانيّة
***
فقلت :
... أيا عشتار ...
ولكنّني أعشقك أنت ... ! ؟
فلا أسعى لغيرك
يا معشوقتي الاِستثناء
لو وضعوا في روحي الشّمس
والقمر في وجداني
لما اِخترت عنك بديلا
... أيا عشتار عشقي
***
كي أصبح أسعد الشّعراء
فدعيني أعشقك
لأصير مجنونك ... عشتاري
ويستحيل الكون أرحب
وإشراق الشّموس يشتعل
ويتوهّج في المجرّات
***
... قولي أعشقك
حتّى يزهر خيالي شعرا
وتترقرق جداول إلهامي
وتنهمر أمطار عشقي
كي تفيض مجاري الرّوح
المهجورة
***
قولي أعشقك ... عشتاري
كي أبعث من كهوفي
وأحشر في فراديس التّجلّي
ويلتمع الأفق بقزح الجمال
ويتّسع مدى الوجدان أحلاما
***
قولي عشتاري ... أعشقك
لتنتشي مفردات قصائدي
كي تتحرّر خيول أملي
وتعدو تتجاوز أسر الحدود
ويبحر فلكي مكتشفا
جزر العشق البكر
.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.
المستنير الحبيب الشّطّي
[ سيّد الحرف ]
مساكن - تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق