الخميس، 15 ديسمبر 2016

قصيدة بعنوان { وشاح بارد } تأليف الشاعرة سهى زهر الدين /لبنان/بيروت

(وشاح بارد )

خلف أعمدة النور
وتلك الطرقات المزدحمة بأحتفالات الكون النقية
تدثرت بوشاح الحقيقة
كان معطفها يلاحقها ك طيفها
قفازاتها الوهمية إرتمت بين يديها بحنان
أنفاسها ضباب يتساقط على محياها
كانت تتراكض على أرصفة أحلامها
لم يستطيع الجليد أن يوقف عزيمتها
خرجت من أعماق ذاتها
حفيف نعليها يتمادى بشقاوة طفلة لا تقدر العواقب
تدحرجت أفكارها في بحيرة صامتة متجمدة
تارة" تضحك ...تارة" تبكي
أصداء جليد كان رفيقها في عبورها أزقة البرودة
لا صوت ناسك يتعبد برجاء
لا حفيف أوراق تتساقط عند أطراف مدينتها
هي خلوة
         هي طريق مرآة الروح في تلك المجرة
قطرات المطر سجدت بهدوء
أشرعة مراكبها تصلبت كصورها المعلقة على جدرانها
توقفت عواصف شتاءها المتمردة
تحسست وشاحها البارد
فتنهدت مدفأتها بحسرة
فبدأت قرقعات الحطب تشتعل في أفكارها
فاستفاقت من سبات عميق
دام سنة وألف سنة
ومازال وشاحها الشاهد الوحيد
على تجمد الجليد داخل معابدها .

                   عطر الياسمين
سهى زهرالدين ...بيروت ..لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق