قراءة في آية النور ( 2 )
.. بداية أود أن أقدم فهمي الخاص لهذه الآية، فهذه الآية الكريمة تتحدث عن نور الله وهو كما أرى نور هديه لعباده الذي وهبه لهم مع خلقه لآدم عليه السلام ومنحه نفحة من روحه هي قمة الوعي الذي تجده عند هذا الكائن " الإنسان"، والذي لن يحصله إلا عبر منهج عقلي سليم واهتداء بنور الله. هذا المنهج العقلي ما هو إلا سبيل يبدأ من ليصل إلى. إذ تكون أمامه عدة خيارات عليه أن يختار منها ليكمل الطريق.
ولكنه في طريقه هذا يحتاج إلى معايير سليمة يتمكن من خلالها أن يختار نقطة البدء، كما يحتاج إلى معايير سليمة ليختار أهدافه التي يود الوصول إليها، وليقيس ويزن كل خيار له في سيره هذا ويزن طرقه ذاتها في السير.
هذه المعايير والمقاييس هي المبادئ والقيم والأخلاقيات التي تنزلت وحيا على الأنبياء والرسل وكان تمامها مكارم الأخلاق في القرآن الكريم وتمثلت في سلوكيات "محمد" صلى الله عليه وسلم.
فالعقل فاعلية والقيم معايير.
وبهذا يتمم الله نوره على خلقه.
فالله سبحانه هو مصدر النور لخلقه أجمعين. وهذا النور بالنسبة للإنسان عقل في مشكاة الجسد، هذا العقل هو المصباح.
والمصباح ذاته هو الفاعلية، والزجاجة هي ما تحمي هذا النور ليبقى مضيئا فتجمع شتاته من خلال المعايير والتي هي القيم.
وهذه الزجاجة أي القيم توقد من شجرة مباركة هي الوحي ذاته، ولذا فهي لا شرقية ولا غربية، إمدادها لفاعلية العقل لا تحتاج إلى وقود من خارجها.
فهي نور من نور الله تعالى، هديه لعباده.
ومن يستطيع أن يعلم الخير ويحيط به إلا من خلق وصور؟!
فهو من خلق الإنسان ويعلم ما يصلح له دنياه وأخراه.
هو تعالى من أرسل لنا دستور الاخلاق - القيم - أي الصراط المستقيم - إن تمسكت به البشرية لن تضل ولن تشقى.
لكنها النفس التي تتجاذبها الأهواء وتتناوشها من على هذا الصراط لتميل مع أهواء النفس. ومهمة العقل أن يعمل على السير على الصراط بهدي من نور الله قدر إستطاعة بشرية.
ولذا كانت المغفرة وكان العفو والإحسان من الله كلما مالت نفس الإنسان إلى أهوائها وعادت إلى الصراط المستقيم.
جميلة الكجك
الأردن عمان
الثلاثاء، 28 فبراير 2017
في رحاب القرآن بعنوان { قراءة في آية النور 2 } بقلم الأستاذة الكاتبة جميلة الكجك.....الاردن /عمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق