(الخط المسند..)
في حديثنا السابق عن حلقات سلسلة الخط العربي.. تحدثنا عن ثلاثة أشكال :( أولها الخط المصري ، وثانيهما الخط الفينيقي ، وثالثها الخط المسند ..وهو موضوع حديثنا اليوم:
أما المسند، فقد اشتهر عند علماء العربية بأنه خط حمير وهو أقدم الأقلام التي عرفت في شبه جزيرة العرب إلى الآن . وقد أظهرت الكشوف الحديثة أن الخط المسند تجاوز بلاد العرب قبل الميلاد ، حيث عثر في موضع قصر البنات على طريق قنا على كتابات بهذا القلم كما عثر على كتابة بهذا القلم أيضا في الجيزة كتبت في السنة الثانية والعشرين من حكم بطليموس ، وهي ليست بعد سنة 261 ق.م (*) المصدر ، ف . ف ونيت Winnett : تاريخ بلاد العرب قبل الإسلام ص 7
كما عثر في جزيرة ديلوس من جزر اليونان على كتابات بالقلم المسند وهذا يدل على صلات قديمة بين شبه جزيرة العرب واليونان وأن العرب لم يكونوا في عزلة عن العالم طبقاً للنظرية القديمة ، وتقرأ الكتابة من اليمين إلى اليسار . ويمزج أحياناً بين اليمين واليسار حيث تسير الكتابة عائدة من اليسار بعد انتهاء السطر الذي بدئ من اليمين
أماالكتابة بالقلم اليمني المسند، ولم يعرف مبتكرو هذه الأبجدية،أهم المعنيون السيناويون قبل أن تدول دولتهم على يد (نارام سين)حفيد (سرجون الأول)،ثم أخذوها معهم إلى معين(اليمن)وطوروها في عاصمتهم (القرن)؛أم خلفاؤهم على سيناء من كنعانيين وعمالقة،ثم أخذها عنهم المعينيون اليمنيون من المناطق التي بقيت تحت نفوذهم في وادي القرى المجاورة لسيناء وهي (الحجر):مدائن صالح،وتيماء،وطوروها إلى تسعة وعشرين حرفاً أبجديا مميزا،والحرف الزائد ألحقه العلماء بحرف السين(س) أو الزاي(ز) وربما زاياً مغلظة أي الحرف(ظ).
أـ المسند اليمني:فقد ورثه السبئيون عن المعينيين،وطوروه على مرحلتين،ثم أورثوه
للحميريين الذين أتقنوه أيما إتقان،وكتبت به الحضارات اليمنية من حضرمية وقتبانية
ورحل مع قبيلة(جعز) اليمنية إلى الحبشة،في عاصمتهم(اكسوم) وعن القلم الجعزي تفرعن الأقلام الأخرى،وأعاره اليمنيون إلى المناذرة في الحيرة
وألفت النظر على النهج اللغوي والكتابي في السبئية وبعض اليمنيات،(التاء المربوطة لم يكن لها رسم في اللكتابات العربية القديمة،والياء:للجمع مطلقاً،نحو0أخيهو وبنيهو)
أي إخوته وبنوهم وأمثالهما،والهاء في أول الفعل كهمزة التعدية في الفصحى نحو (هقينو) أي (أقنوا) واو الجماعة لاتحذف حرف العلة،والنون في آخر الاسم:كأل التعريف،والميم للتنكير؛والميم للتنكير؛كالتنوين،نحو(مسندن)أي (المسند)ومرثدم:مرثد
وسمي قلم اليمن المسند؛لأنّ لحرفه أعمدة تستند إليها على قول المؤرخين العرب،أو لأنه كان ينقش على ألواح حجرية تسند إلى جدران المعابد على رأي علماء الآثار،وكلمة (مسند)تعني باليمنية(سند مكتوب).
وتفرع عن المسند:القلم الثمودي،نسبة لقوم ثمود الذين كانوا يسكنون (الحجر)مدائن صالح،والقلم اللحياني،نسبة لقبيلة(لحيان) التي كانت تسكن(ددّان)موضع (العلا)اليوم.
والقلم (الصفوي)نسبة لجبل الصفا جنوب شرق دمشق.وساد(المسند) اليمن وجزيرة العرب،وعرف في الشام والعراق،حيث عثر العلماء على ألواح بالمسند في مختلف مناطق الجزيرة العربية،وفي العراق ومصر وفي جزيرة(ديلوس)من جزر اليونان
الهيروغليفية:وحوالي الألف الثاني للميلاد طوّر المصريون كتابتهم من التصويرية إلى كتابة تعتمد الحروف المستقلة،وتعتمد معظم حروفها على الصور.
وهو موضوع بحثنا القادم.
أ.حيدر حيدر
سورية سلمية في /19/2/2016@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق