....................................الشورى في الإسلام
الحلقة الثانية والأخيرة :
فإذا كانت الشورى مطلوبة من رسول الله ،وهو الذي يمتاز بكماله العقلي والروحي واتصاله بالوحي الإلهي ،فهي على غيره أوجب . وقد ذهب بعض علماء المسلمين إلى :أن النبي كان غنيا عن المشاورة ،ولولا إرادة الله جعلها قاعدة شرعية لما أمره بها .وقد ثبت :أن النبي صلى الله عليه وسلم شاور أصحابه في كثير من الشؤون التي لم ينص عليها القرآن ،وكان يعمل بما يظهر له أنه الصواب .
والمؤمن أو الحاكم عندما يستطلع رأي من هم أهل للشورى من أصحاب الخبرة والتجارب والعلم فإنه يستفيد من خبرتهم وتجاربهم، وفي اتباع رأيهم يسلم الفرد والجماعة من الوقوع في الزلل.
فإقرار قانون الشورى في القرآن وجعله من صفات المؤمنين يبين لنا عظمة التشريع القرآني الذي يصلح لكل زمان ومكان.
والشورى التي أوجبها الإسلام ليست لمجموع أفراد الأمة او للأكثرية المطلقة فيها، لأن القرآن تكررت فيه الآيات التي تنص على أن الرأي والفضل والعلم ليست من صفات أكثر الناس على التعميم ،وهذه أمثلة مما جاء في القران .:
[وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله أن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون 1] الأنعام 166
وإذا كانت طاعة الكثرة الجاهلة تضل عن سبيل الله ،فليس من الصواب أن تكون لهم المشورة ،وإنما ترجع المشورة إلى أهل الرأي والحكمة بدليل قوله تعالى :[ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم]النساء83
والذين يعلمون الأمور أحق بالمشاورة من الذين لايعلمون .
[قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون]الزمر9
أوجب الله الشورى على المسلمين ولم يبين كيفيتها،لأن تفصيل النظم الشورية والطرق التي تكون بها لمما يختلف باختلاف أحوال الأمة الإجتماعية ،فمن العدل أن تقرر الشورى ،وأن يترك لكل أمة أن تضع نظمها التفصيلية مما يلائم حالها ويتوافق مع مصلحتها.
انتهى النص
1ـيخرصون:يكذبون
.............................................................محمد مصطفاوي
.....................................................في 28.02.2017
الجزائر بوسعادة
الثلاثاء، 28 فبراير 2017
بحث إسلامي بعنوان { الشورى في الإسلام ..الحلقة الثانية والأخيرة } بقلم الكاتب محمد مصطفاوي.....الجزائر/بوسعادة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق