السبت، 25 فبراير 2017

بحث بعنوان { الإبداع بين الرغبة والموهبة } بقلم الأديب م.محمد الجوجرى

الإبداع بين الرغبة والموهبة 
بقلم م . محمد الجوجرى

لاشك أن الإبداع مقدماته أو مدخلاته أو بداياته هى رغبة وموهبة تكمن في ثنايا الشخص منذ وعيه وبداية إدراكه لِما حوله ويتعامل معه بوعى .
هذه الرغبة وهذه الموهبة لاتظهر مبكراً ولكنها تنمو بداخله مع الزمن ومع نمو الدراية . وعندما تواتيها الظروف الملائمة تُلح عليه فى البروز والإنطلاق كأنها جنين فى حشايا أمه حينما يكتمل نموه لابد أن يخرج للحياة. والرغبة تتمثل في ميل الشخص منذ نضوجه إلى التعرف على ما يحققها بالقراءة والإستماع والمشاركة قدر الإستطاعة. 
فلو كانت هذه الرغبة فى مجال الأدب على سبيل المثال بتنوع ألوانه نجد الشخص يقوم فى بداياته بكتابة بعض الخواطر والخلجات والموضوعات التى تروق له ويريد إيصالها للآخرين .
وأحيانا يحجُبها وأحيانا أخرى يُطلِع عليها معلميه ومحبيه وربما والديه إذا كانت هناك مساحة متاحة له عندهم .
ويتوقف الحََجب والإعلان على شخصية الراغب. 
وقد تموت هذه الرغبة إذا لم تصادف التشجيع والثناء لكنها تقوى وتستمر إذا صادفتهما و يبدأ بعدها الشخص فى التحسين والتجويد ويبدأ مشوار الإبداع.
أما الموهبة فتكون كامنة داخل الرغبة تنمو معها ثم تنطلق حينما تتحقق هذه الرغبة . فالرغبة إذاً هى الغاية والموهبة هى الوسيلة. والموهبة لايملكُها أو توهب لكل الناس .
وتعتمد الموهبة في نموها عٍِلى كثرة الإطلاع والمعرفة ومخالطة أهل المجال ومصاحبتِهم والتدرب على يدهم.
ويلعب التعليم سواء العام أو الأكاديمي دورا هاما فى تنمية الموهبة خصوصا لو ٍاتجه الراغب الموهوب الى دراسة وتعليم متوافق مع موهبته وميوله سواء أدبية أو علمية فتُصبح الموهبة في كنف الإطار المعرفي والتعليمي الصحيح والمتخصص مما يجعل مشوار النبوغ والنجاح أقصر وأدق من أي وسائل أخرى تنمي  الموهبة.

بقلم:
م محمد الجوجرى
مصر الإسكندرية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق