الاثنين، 27 فبراير 2017

بحث بعنوان { المقدمات الطللية في الشعر الجاهلي } بقلم الأستاذ الاديب والشاعر حيدر وطن .....سورية/سلمية

المقدمات الطللية في الشعر الجاهلي ..

من ذاكرة المكان عند الشاعر(الوقوف على الأطلال)
وهو كثيرفي الشعر العربي،بدأت في المقدمات الطللية في معلّقات الشعر الجاهلي،كقول امرىء القيس:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ ==      بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَل
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُها   ==    لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
ثم ظلّ الشعراء يسيرون على نهج القصيدة في العصور الأدبيّة اللاحقة.
والوقوف على الأطلال هو أهمّ مايجعل للمكان عند الشاعر ذاكرة وذكرى خاصة،وهذ الأبيات لابن القيسراني توضح أهمية ذاكرة المكان عند الشاعر،نقتطع منها هذه الأبيات  الجميلة،التي تجعل من المكان محجّة،يلجأ إليها الشاعر عندما يكابد من نوازع الشوق والحنين على فراق الأحبّة ما يكابد،
فيلجأ إليها تداوياً، لعلّ بعد جراحه تندمل في بكائه على أطلال من رحلوا.
لولا مكانُ هواكم من مُحافظتي ==     لما صرفتُ إِليكم وجه آمالي
سَلوْتُ عن غيركم لمّا عَلِقْتُ بكم  ==     وَجْداً أَلا فاعجبوا للعاشق السالي
لو كنتَ شاهدَنا والبينُ يجمعُنا   ==    على وداعٍ بنيران الهوى صال
وانظر إِلى عبراتي بَعْدَ بُعْدِهمُ  ==     إِن أَنت لم ترَ حالي عند تَرْحالي
أدعْني أَفُضُّ شُؤوني في معالمها   ==    فالدَّمعُ دمعيَ، والأطلال أَطلالي

وبعد أن تفيض عبراته على الأحبّة الذين غادروه،وتركوه نهباً لذكرياته،وللأيّام  الخوالي، في مكان ملهى الهوى والصبا،والذي أصبح بعد رحيلهم أطلالاً دارسة، بعدها ليس للشاعر إلا أن يبث مكان لقياهم، شكواه ولواعجه.
أدعْني أَفُضُّ شُؤوني في معالمها   ==    فالدَّمعُ دمعيَ، والأطلال أَطلالي
وابن القيسراني، شاعر من العصر الفاطمي مولده بحلب، ووفاته بدمشق،والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) تقع على الساحل السوري، نزل فيها فنسب إليها.

أ . حيدر حيدر
سورية سلمية
في /25/2/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق