السبت، 25 فبراير 2017

قصة قصيرة بعنوان { عنترة وسيفه الخشبي } بقلم الكاتب طاهر الدويني......ليبيا/مصراتة

عنترة وسيفه الخشبي
وهو يردفها خلفه على صهوة جواده الأبجر ، كانت عبلة تشعر بأمان وخدر عجيب يملأ جوانحها ، تخيلت معه لو أن فرسان الأرض جميعهم اجتمعوا عليها لما استطاعوا أن يطالوها .
بعد سير قصير وقد أصبحا في دغل شائك كثير الأشجار ، وثب عليهما فجأة فارس قصير القامة ، أزرق العينين ،أشقر الشعر ، وحين أصبح أمامهما صرخ في عنترة :
_ هيا أيها العبد تخل عن حصانك وظعينتك وإلا فإن أمك لن تراك ثانية بعد اليوم .
فما كان من عنترة إلا أن ترجل من على حصانه وهو يتبختر بمشية الحرب ، ألقى من فمه قطعة العلكة ،وما إن أضحى في مواجهه الفارس حتى بادره فامسكه من تلابيبه وألقاه أرضا ،وعنترة يملأ أرجاء الدغل بولولته وصراخه ، ثم تقدم من عبلة وقيد يديها بحبل كان معه ثم أوقعها أرضا ، وهم بمواقعتها
فصرخت عبلة مستنجدة بعنترة:
_ أين أنت يا عنترة ؟ أنقدني من هذا العلج قبل أن يحل بي الهوان وأصبح معرة بين العرب .
تحامل عنترة على نفسه ، وقدحت عيناه بالشرر بعد أن احمرتا ، ثم قام على طوله وقد استل سيفه من غمده الذي كان يتدلى من بنطاله الجينيز، وهو يصرخ بصوت تهتز له الجبال ، يأمر الفارس بترك عبلة وأن يطلق ساقيه للريح ،أو سيلقي رأسه من على حصنه دون إبطاء .
أطلق الفارس قهقهة طويلة ساخرة وهو يشير إلى سيف عنترة قبل أن يقول :
_أبهذا السيف الخشبي تريد أن تقطع لي  رأسي أيها العبد الأحمق الجبان ؟ لقد ولى إلى الأبد زمن بطولاتك وفروسيتك .
تصاعد الدم في وجه عنترة بعدما بسط السيف أمام عينيه ، واكتشف أن سيفه البتار  قد غدا سيفا خشبيا لا يمكنه حز رقاب الأعداء ولا مقارعتهم في الحروب ،نكص رأسه خجلا وسرعان ما ولى الأدبار تطارده صرخات عبلة ولعناتها .

طاهر الدويني
ليبيا مصراتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق