الجمعة، 7 أبريل 2017

في رحاب الإسلام بعنوان { الدعوة إلى احترام العمران وعدم الفساد بقلم الكاتب/ مصطفى المصطفاوي / الجزائر/ بوسعادة /

................الدعوة إلى  احترام العمران وعدم الفساد.
الحلقة الثالثة والأخيرة :
وزاد تنبيهه بعدم الفساد في الأرض  قوة بأن  جعل النجاة في الآخرة  وقفا على المتادبين بهذا الأدب  الإلهي  وهو عدم الفساد قال تعالى:
[تلك الدار الآخرة  نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض  ولافسادا والعاقبة للمتقين]القصص83
وقد علم الله أن  المسلمين ستؤول إليهم  الخلافة في الأرض  فقال سبحانه:
[فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض  وتقطعوا أرحامكم .
أولئك  الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ]محمد22ـ23
أي  فهل يتوقع منكم إن  توليتم الحكم وأمور  الناس أن  تفسدوا في الأرض  بالظلم فتعصوا الله وتقطعوا صلة القرابة بينكم بالبغي والظلم والقتل؟
ثم وجه الله أشد  اللوم إلى  الذين يجرأون على ذلك مهددا إياهم  بأوخم العواقب.
ففي هذه الآية  معجزة للقرآن إذ  قرنت تقطيع الأرحام  بتولية الحكم ، وجاء ذلك مصداقا لما نطق به لسان التاريخ من بعد،حين قطعت الأرحام  أبشع  تقطيع عندما دأب ولاة الحكم في كثير من عهود الدول السالفة في الشسرق والغرب على استئصال أقاربهم  في الساعات الأولى  من توليهم الحكم.
والجدير بالذكر في هذا المقام: أن  من أدل الأدلة  على أن  مصدر هذا القرآن من الله وحده ،أدان  هذه الوصايا الداعية إلى  احترام العمران وعدم الفساد في الأرض  ، صادرة من بلاد العرب وقد كانت في عهد نزول القرآن تكاد تكون خالية من آثار العمران ،فكثرة التوصية في هذا الموضوع إشارة  قوية من الله إلى  أن  المسلمين سيتصلون بالأمم  ذات العمران.
وقد امتد الفتح العربي الى نحو ربع الكرة الارضية في مدة لاتتجاوز القرن بعد موت نبيهم وصادفوا فيها من القصور والمؤسسات ودور العبادة ما لاسبيل إلى  حصره فتركوها على حالها وبنوا إلى  جانبها مؤسساتهم .وفي هذا من الدلائل ايضا على ان الاسلام هو الدين الحضاري الذي يسع الناس جميعا .
انتهى النص:
.............................................................................محمد مصطفاوي
...........................................................................في:07.04.2017...الجزائر بوسعادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق