..................................................................
العَبْدُ المُقَزَّمْ
...............
كلُ يومٍ في إجازَةْ
لم نراهم بيننا
لم يعيشوا مثلنا
نقرأ الأخبارَ عنهم مِثْلَ كلِ الكائِناتْ
كل يومٍ في بَلَدْ
استقلوا الطائرات
وبدأ الإعلامُ ينعقُ ويُفَصِلُّ مايشاء
إنه العبدُ المُقَزَّمُ والمُطَعَّمُ بالولاء
هو بوقٌ للدعايةِ ليس إلا
وعن الطائِرِ الميمونِ يروي رحلةَ الرَّبِ الذي
صار مخمورٌ كمن في سُباتْ
إنه الإعلامُ حِكراً
للفخامةِ والسيادةِ والسعادةِ بابتذالٍ وغباء
كلهم نفسِ الفصيلةِ والوتيرةْ
وتَرَبَّوا في حظيرة
غيروا كل المناهج
في المدارس والمعاهد
وذكاء الفأر في التدريس ظُلْمٌ
أن يكون مكان خالد
لهمُ الحُكْمُ والحاكِمُ والمَحاكِمْ
حَوَّلوها من عدالَةْ لِمَظالِمْ
بئس حُكْمٌ
بئس حاكِمْ
بئس قاضٍ وقَضاءْ
فعلى الطائِرِ المشؤومِ طيروا
واتركونا
تحت ظِلِّ الراجِماتْ
ودعونا نحصُدُ الشوكَ بأيدٍ ماتَدَنَّتْ
إنها مثلُ المصاحِفِ
من فُروجٍ طاهرات
لم تُدَنِّسُها الرذائِلُ أو كُؤوسُ النادِلاتْ
خِشْنَةٌ من صَخْرِ أرضي
قد زَرَعْتُ الكرمَ فيها
واعتليتُ الراسياتْ
حينَ أمشي كأميرٍ
وأنا الفارسُ فيها أتحدى كل تجارِ الهوى
من جيشِ نيرونَ وكِسرى
حتى تُجارِ السياسةِ في البلادِ وفي الشتاتْ
أنا من عَلَّمَ الأُمَّةَ كيف تحيا
باعتزازٍ وثبات
كان فرعونُ وقيصرْ
وهولاكو قد تَجَبَّرْ
كان ظُلْمٌ كانَ أَكْثَر
أما نيرونُ العروبةَ سوفَ يُهزَمْ
سوفَ يُقْهَرْ
وتنوحُ النائِحاتْ
لا تتركوا أمي وحيدة
وشريدة
دون كل الأمهات
كأن الله لم يَخْلُقْ نساءً
إلا أمي في عيونٍ باكياتْ
إنها أم العروبة
هي عنوانُ القضيةْ
هي في الأَرْضِ رِسالَةْ وهوية
أتركوا الأُمَّ تُحَقِقْ حُلْمَها
وتُرَبِي أجيالَ الكرامة
اتركوها كي تعيشَ بسلامٍ
مِثْلَ كلِ الأمهاتْ
لكن الذُلُّ يبقى في جيوشٍ إستكانتْ
لقياداتٍ تَوَلَّتْ أمرها
وشعوبٌ كالغثاءِ غَدَتْ هباء
رغمَ جوعي والحِصارُ مع العَناءْ
سوف أبقى في بلادي صامِدٌ
كالرواسي الجاثيات
....................................................................
شاعر النقب
أنور الزبن
فلسطين النقب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق