التحليق أم القناع !
بقلم صالح هشام !
إن النقل المباشر للواقع على علاته يدمي القلب وينفر من القراءة أصلا لذلك نبحث عن البديل في الشعر أو القصة أو الموسيقى أو أي جنس أدبي إبداعي آخر ، فلهذه الأجناس إذن حلان لا ثالث لهما ، إما التحليق بعيدا عن هذا الواقع وممارسة لغة الصمت أو ما نسميه لغة الجنون، هذه اللغة التي تخاطب نفسها يقتات صمتها من صمتها ، هذه اللغة التي يمارس ضدها الإقصاء والتهميش منذ ذلك الخميس الاسود في باريس ، بدعوى أنها لا توجد إلافي ذوات غير مفكرة ، وغير المفكر لا وجود له هو لا موجود وهذا حال الشعراء في أوطانهم ينكل بهم ويحرقون أحياء ويتأرجحون من أعلى الرافعات باسم جنونهم والجنون سيف مسلط على رقاب حثالة المجتمعات ،عبر التاريخ ، و لا يصلح لعفونة التسلط والسلطة ، فهم الزنادقة في هذا القاموس العفن ، وهذا حالهم منذ قديم الزمن ، وقس على ذلك بالنسبة لباقي الشعراء وفي مختلف أنحاء العالم وعبر التاريخ من هوراس إلى كارسيا لوركا !
أما الحالة الثانية فهي وضع القناع على الوجه القبيح لهذا الواقع العفن والمتسخ والمثخن بالجراح ، فنحوم حوله كالعصفور يحوم حول دودة مربوطة في فخ ينتظر لحظة الإنقضاض . أو نمارس تفجير أحداث هذا الواقع من الداخل ، من داخل النص في النص والكلام في موضوع شائك كهذا يطول !!
فهنيئا لكم معشر الشعراء بشعركم وهنيئا لنا بقصتنا قصيرة أو طويلة ،لا يهم المهم أن تكون ذلك البركان الثائر ، تأتي حممه على ما اخضر ويبس من عفونة هذا الواقع !
بقلم :صالح هشام
المغرب الدار البيضاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق