الجمعة، 17 فبراير 2017

قصة بعنوان { ألف نيلة ونيلة - النيلة الأولى } بقلم الأديب والشاعر اسامة عوض.....مصر / القاهرة

ألف نيلة ونيلة
النيلة الأولى
بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي السديد أن ... حسبك يا امرأة ، عن أية سعادة تتحدثين؟ ألن تكُفّي عن كذبك ونفاقك ؟ وتملقك ودهائك؟ أين هي السعادة وشعبي مني غاضب.. وبقوت يومه مطالب، وجلهم لا يجدون ما يسدون به رمقهم، وبقسط من النوم يكملون عشاءهم، في دواوين المملكة طوابير لا تنتهي، آخرهم في الصف جاوز السبعين، ولد في عصر جدي، واستخرج له أباه شهادة ميلاده في دقائق، وهاهو ينتظر ساعات  ليستخرج شهادة وفاته، كي لا يشقى أولاده، تبا لقائد الحرس هو الذي أشار علي أن أصدر هذا المرسوم، أيجوز لسكان مملكة( النيلة ) أن يصدروا شهادات وفاتهم مبكرا وهم أحياء، لتكون جاهزة بعد الدفن والعزاء؟!!
_مولاي الملك يشغل باله بأمور كثيرة، ويعكر صفو ليله بقوانين العسكر، دعك من ذلك يا مولاي، فهم أدرى بما يصلح البلاد وبمكر العباد، فإن غضب الشعب فمن قائد العسكر وليس منك، وذلك الطابور الطويل بعد أن نادى المنادي في شوارع البلاد بتوزيع كيلو من الدقيق بنصف الثمن في ديوان الغذاء و ..ويحك أيتها البلهاء هل يبيعون الدقيق للشعب؟ لاتقلق يا مولاي لكل فرد كيلو واحد فقط ، ومن أراد أن يستزيد فليذهب إلى دكان السلطان، دكان السلطان ؟! منذ متى وأنا لدي دكانا ؟ ومن أمر بفتحه ؟ وماذا يبيعون فيه؟ أين قائد الحرس ؟ أين قائد الحرس؟
مولاي يرهق فكره في أمور الإقتصاد فتضيع  ليلة شهريار ، إنه الوزير يامولاي، أمر بفتح الدكان، اشترى القمح من الفلاحين بثمن زهيد، وأمرهم أن يصنعوا منه الطحين، وملأ منه المخازن فارتفع سعره في الأسواق و ..
ولمَ وافق الفلاحون على بيع قمحهم بثمن زهيد ؟ وقد حرثوا أرضهم بأظافرهم بعد ما شح السولار وارتوت بعرقهم بعد ما حل الجفاف وقلت مياه مملكة ( النيلة ) ؟!
لقد أبدلهم بقمحهم أجهزة هاتف محمول  ورصيد نت  مفتوح حتى موعد الحصاد القادم.
هل تقصدين أن الفلاحين أصبحوا مثل هؤلاء الفيسبوكيون ؟ الذين يقولون ولا يفعلون، وينتقدون ولا يعملون، وعلى مقاهي مملكتي جالسون ولا ينتجون ؟!!
ولكن من أين أتى الوزير بكل هذا العدد من أجهزة الهاتف المحمول؟
مولاي بالتكنولوجيا مولع وبعلومها مغرم، إن مصنع الأمير ينتج ألف جهاز يوميا، من أجود الأنواع ال .... وهل ابني الأمير لديه مصنعا؟! ومنذ متى افتتحه ؟ ومن أعطاه الإذن بذلك ؟! أين قائد الحرس؟ هو الذي دلّل الولد  وزاد في تدليله، أين قائد الحرس؟
يعلو الديك بالصياح، فتسكت شهرزاد عن الكلام غير المباح، وقالت مولاي الفجر قد لاح وبزغ نوره على أرض مملكتنا ( النيلة) فلنرجئ الحديث لغد و .... شخييير

أسامة عوض/مصر
جدة 03/02/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق