حتى لاننسى
يوم العلت
عاد الرجال ليلا يسوقون أمامهم قطيع الماشية الذي استولى عليه جنود الإنتداب الإنجليزي بأمر قائدهم ليكون القطيع طعام الجيش على مدى أيام قادمة ...
خاب ظن الجنود حين استيقظوا باكرا ...وكان القطبع قد اختفى ...اتجه القائد بنفسه مع بضعة جنود إلى قرية شعب من حيث استولوا على القطيع .. وأخذوا يسألون الأطفال ويحققون معهم على أساس المثل الشعبي( بدك تعرف أسرارهم أسأل صغارهم) ...
أصر الأطفال والأولاد على إجابتهم التي تلتها عليهم أمهاتهم بحرص شديد :أكلنا العلت والخبيزة ومنذ شهر لم نذق اللحمة !!! فمثلهم فلسطيني لا يُذاع له سر ..و تعاون رجال القرية لساعات معدودات فذبحوا القطيع بكامله وفيه أكثر من مائة شاة وعنزة وفحل واحد .. قطعوا أللحم ووزعوه على أهل القرية !!!
الذين اخفوه وطبخوا منه ما أرادوا ...بفمي لا بفم المحتل الغاصب !!..
تشوش القائد وهو يبحث عن خيط يقوده إلى مكان اخفاء القطيع فلم يهتد إلى شيئ .. ولا هدى أو سبيل واضح للسارق !
واحتفل أهل القرية بهدوء باستعادة قطيعهم ...
(العلت هي نبتة الهندباء الورقية تنمو في أراضي فلسطين تطبخ وهي ذات طعم مميز)
(شَعَبْ..قرية فلسطينية تعرض أهلها للتهجير والإحتلال كسائر القرى الفلسطينية)
هذه الحكاية مما رواه لي الأستاذ المربي الفاضل عمر الشيخ محمد أبو الفهد ابن قرية شعب التي تهٌجر وعائلته منها إبان الإحتلال الإسرائيلي .
أطال الله عمره .وعمر التصدي والصمود .
أسمهان خلايلة
فلسطين مجد الكروم
2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق