سعادة خرساء بثوب أحمر
::::::::::::::::::::::::::::
نفق مظلم
جيوب الفقراء
فكرة معزولة تاركة وحدتها
في صندوق بريد ثرثار
يحمل نقاشا
مبتورا
:
آخر مرة لمحت فيها أسنان أمي
عندما كانت تخبز
وتدير الرغيف بحركاتها المتعبة
كسرب أحلام على التنور
مابين لون أسود ورمادي
مثل مدينة تحترق
تزفر دخانها
في غابة سوداء
كحزن أرملة
تركب عربات النهار
المهزومة ليلا
تدثر الصرخة بهواء ممزق
لحظة سوداء
الوردة الراكضة نحو القبور
خلف سياج الذكريات
عاجزة عن انتظارالربيع
الرسائل التي لم تصل
تفك حزن الأسئلة
حيطان خرساء فقدت ملوحتها
إلا من بعض تصاوير بالخيال
أرثي جيبي حينما فقدت أخر درهم
و وزعت أشلائه
:
ما الغرابة
في جائع
يغمس الكرامة بلون أحمر
ويلوك وجعه على ضوء شموع
بأسنان الحرية
ماذا يجري بالأرض
عصافير تتسكع
بين الأشجار
لتبني عشا ذهبيا
قبل أن يتداركهما العمر
وتسقط أخر ريشة
وبعد هزيع الليل
تزقزق منتشية
:
سرقت عصا جدي
التي يهش بها الخوف
يقول أبي
لم يبق لي من إرث جدك
غير غليون خشبي
صنعه من شجرة النارنج
وقليلا من التبغ المحترق
أربعون عاما
تكفي
لأشاكس ألبوم الصور
ليخرج اليائسون
بأقدام تلامس الأرض
لم تعد الأرض تكفيني
سأبني بيتي على المستنقات
كما الضفادع
أو على الأفق كما الطيور
سأكتفي بنباح كلبي الأعور
دون الإلتفاف للوراء
وأسد أذني الحمقى
عن الوحدة العارية
فأنا ميت برغبة فقدت على طريق الهلاك
.
غريب هذا العالم
عندما حاولت منح نفسي تأشيرة الآخرة
لكنني على يقين ، إن الموت غول
والملائكة لاتعرف طريقي
لأنني أرتدي ألوان حمراء
لست نبيا ، ولا عصيا
لست صوفيا ، ولا ملحدا
لكنني أعشق النساء على الورق
كتبت آخر قصيدة
عندما سألني نقار الخشب عن الساعة
دون سؤال مني
بنى عشه فيها
لأنني أعيش تخمة الفقر
ويديّ الضخمة لاتكفي لجيوب معطفي الممزق
كي تستخرج قطعة من الإسفنج
أو حتى تستطيع بناء منزل
خاليا من الخيال
✒عامر الساعدي
العراق بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق