الخميس، 6 أبريل 2017

في رحاب الإسلام بعنوان { الدعوة إلى  احترام العمران وعدم الفساد ... الحلقة الثانية ... } بقلم الكاتب/ مصطفى مصطفاوي / الجزائر/ بوسعادة

.........الدعوة الى احترام العمران وعدم الفساد
الحلقة الثانية:
اعتبر القران الكريم الفساد من الجنايات الاجتماعية،وحذر منه في آيات كثيرة،مشنعا على المسدين: [ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا،ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام1،واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد. واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد]البقرة204.206
والمعنى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا لانه يبدو نصيرا للحق محبا للاصلاح ويحلف بالله على ان ما في قلبه موافق لما يقول ،ولكنه اشد خصومة للمجتمع،فهو اذا تولى ولاية يكون له فيها سلطان لايكون سعيه للاصلاح بل للافساد واهلاك الزرع والنسل ،والله لايحب الفساد.واذا امره احدهم بالمعروف او نهاه عن المنكر تملكه الغضب وعظم عليه الامر وخيل اليه ان النصح والارشاد اذلال له ينافي العزة التي تليق بامثاله. فهذا المفسد مآله النار جزاء اعماله.
وحذر الله المسلمين من معاملة الشعوب بالقسوة والجبروت وتخريب العامر من مدنهم،لان هذه الامور تفضي بهم الىعدم النجاح في شؤونهم الخاصة ،ويعرف الذين درسوا تاريخ الامم ، ان الامم اكثر ما اتاها الانحلال من الشعوب التي كانت في حوزتها والتي سامتها سوء العذاب.
وقد اوجز الله هذا المبدا في قوله [ولقد كتبنا في الزبور2من بعدالذكر3 ان الارض يرثها عبادي الصالحون]الانبياء105
والمعنى:ولقد كتبنا في الزبور من بعد التوراة ان الارض يرثها عبادي الصالحون لعمارتها وتيسير اسباب الحياة الطيبة فيها.
ومن العجيب ان يكون هذا الامر محلا للشك او يكون مما يخفى على العاقلين من الناس قال الله تعالى:[ام نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ،ام نجعل المتقين كالفجار]ص28
ومما شدد الله تعالى في التحذير منه هو:افساد ماتم اصلاحه في الارض فقالسبحانه[ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين]الاعراف56
للموضوع بقية
1ـالد الخصام:شديد الخصومة
2ـالزبور :كتاب داودوهو المعروف بالمزامير
3ـمن بعد الذكر:بعد ان دونا كل شيء في اللوح المحفوظ
...............................................................في:06.04.2017
مصطفى مصطفاوي
الجزائر بوسعادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق