بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة لحديث الجمعة ..
في رحاب الله
الحمد لله رب العالمين .. ما عبدناه حق عبادته .. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين النبي الأمي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. ما اتبعناه حق اتباعه .
إنتهينا في الحديث السابق بالسؤال الذي يدور بالذهن وليس مستعصي الإجابة بل مستعصي التصور .. هو أين كان الله قبل الإنفجار العظيم الذي نشأ منه الكون المرئي؟
والإجابة هي سبحانه كان ملء الكون .. وأن تلك المجرات البالغ عددها 100 مليار مجرة مرئية .. مجرتنا درب التبانة واحدة فقط منها .. طارئةً عليه سبحانه .
هذه هي الإجابة التي يظن البعض أنها سهلة .. أما التصور فعليك أولا أن تعرف حجم الكون المرئي من منظور أعظم مرصد فلكي إلى الآن وهو ( مرصد هابل )
ويتضح لنا حين القول بالكون المرئي .. هو ذاك الكون الذي تم رصده من خلال ما توصل إليه العلم من مرصد قوي هذا القرن .. حيث تم رؤية 100 مليار مجرة .. تخيلوا هذا العدد الهائل من المجرات .. فيها من المجرات ما هو كبير يصل قطرها تقريبا 2 مليون سنة ضوئية ومنها المتوسطة ومنها الصغيرة .. وكل مجرة لها مجموعة شمسية كمجموعتنا ولكن تتفاوت النسب حسب حجمها .
وهيا بنا الآن نستقل ألة الزمن .. ونشد على صدورنا حزام الأمان .. ونخطو أول خطوة في هذا الكون الفسيح .. وكل خطوة منها بمليون سنة ضوئية .
وكي نتعرف على السنة الضوئية هي تلك التي تحسب بسرعة الضوء الذي تبلغ سرعته حوالي 300000 ثلاثمائة ألف كم في الثانية الواحدة منها .
وتحسب كالتالي :
3000000× 60 = 18000000 كم ( سرعة الضوء في الدقيقة الواحدة )
18000000× 60 =1080000000 كم ( سرعة الضوء في الساعة )
1080000000× 24 = 2590000000 كم ( سرعة الضوء في اليوم )
2590000000× 30 =77760000000 كم ( سرعة الضوء في الشهر)
77760000000 × 12 = 9331200000000 كم (سرعة الضوء في السنة )
أرقام تكتب ولا تقرأ .. ولكن معذرة .. كان يجب أن نحسب السنة الضوئية كي ندرك أين نحن في هذه المجرات الكثيرة المتناثرة في الكون والتي طرأت على وجود الله سبحانه .
وبارتباط الزمان بالمكان في وحدة سماه أينشتين بالزمكان .. بهذه الحسابات نستطيع أن نحسب من المسافة الوقت .. ومن الوقت المسافة .
أي حين نعلم أن ضوء الشمس يصل إلينا في ثمان دقائق .. يدل هذا على أن الشمس تبعد عن الأرض : 18000000كم × 8 دقائق = ١٤٤٠٠٠٠٠٠كم وأن بعد القمر عن الأرض ٥٤٠٠٠٠٠٠ أي أننا نستغرق للوصول للقمر حوالي :٥٤٠٠٠٠٠٠ ÷ 18000000= 3 دقائق بسرعة الضوء . . وأن بـُعد أقرب مجرة لنا وهي أندرمدا = 2 مليون سنة ضوئية أي أننا نستغرق حوالي : 2000000×9331200000000 =00000000000000 ١٨٦٦٢٤كم للوصول إليها . .ناهيك عن مجرتنا التي يستغرق الخروج منها 100000 مائة ألف سنه ضوئية .
أما أكبر مجرة تم اكتشافها حتي الآن (IC1101) يبلغ قطرها 2.5 مليون سنة ضوئية .. هذه واحدة فقط من 100 مليار مجرة مكتشفة حتى الآن في عصر علمنا البادئ منذ مائة سنة فقط تقريبا ..
هذا العدد الهائل من المجرات قابل للزيادة في تطور التكنولوجيا الفلكية في القرون القادمة .
وأنا أضع أمامكم هذه الأرقام التي لا تقرأ لا لكي تحفظ .. بل لكي يتصورها العقل ويتخيل أين نحن من ملك الله سبحانة .. وما هو حجم الكون .
حين وطئ نيل أرمسترونج سطح القمر هو ورفاقه .. بدوا الثلاثة وكأنهم سكان القمر وأن الأرض كباقي أجرام السماء سابحة في كونٍ لا حصر له .. ولو مسحت ذاكرتهم سيتسالون ما هذا الشيئ الذي يبدو لنا من بعيد على أنه كرويٌ أزرق . . وكأنهم لا يعلمون عن الأرض شيئ .. هنا يأت قول الخالق لكونه سبحانة في سورة المُلك الذي أدعو الكافر قبل المسلم لتدبرها .. والذي يستهلها سبحانه بقوله تعالي : بسم الله الرحمن الرحيم ( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) إلى قوله سبحانه ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير )
وحتى لا يشرد الذهن نلتقي الجمعة القادمة بعون الله إستكمالا لهذا الحديث الشيق .. وإلى هذا الحين أستودعكم الله .
جمعة مباركة تمر عليكم وعلى أحبائكم بكل الخيرتسعد فيها قلوبكم وعقولكم بذكر الله .
-------------------------------------------------------------
محمد صادق
مصر القاهرة
الخميس، 6 أبريل 2017
حديث الجمعة بعنوان { في رحاب الله ... } بقلم الشاعر/ محمد صادق/ مصر / القاهرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق