الخميس، 24 نوفمبر 2016

مقال بعنوان { رسالة من جاهل } بقلم الأستاذ المفكر والباحث الكاتب محمد سمير.....مصر..الإسكندرية

رسالة  من جاهل
أستمحيكم عذرا أنا من جيل لم يكن يعنى بمادة التربية الدينية لأنها خارج مجموع النتيجة النهائية ,, كان زملائي يعنون بحصة الألعاب والفنون ولا يهتز لهم جفن من معلم مادة العقائد بل كان معظم الأحيان مجالا لسخرية الطلبة وتهكمهم.. لا تتعجبوا من كثرة الأخطاء الإملائية فى رسالتي فقد نشأنا في أجواء لا تقيم للغة الضاد وزنا فكان المستقبل كل المستقبل والرقي والعلاء للغات الأجنبية .. وضع نظام التعليم في مصر منذ مقربة 150 عاما وزيرا انجليزيا يدعى (دانلوب )عمل هذا الخبيث على إزهاق روح العربية فينا حتى صرنا شعبا لا يملك لسانه الناطق به .. ومنذ هذا التاريخ لم يواجه هذا النظام سوى رجلان أولهما سعد زغلول باشا (رحمة الله )يوم أن كان وزيرا للمعارف فعمل على تعريب العلوم على نهج محمد علي باشا ولكن الإستعمار كان له بالمرصاد فجاؤوا بالرجل رئيسا للوزراء -نعم سعد زغلول (الخمورجي -الاومرتجي -الماسوني )الذى أستهجنه كثيرون لقولته الشهيره (الدين لله والوطن للجميع)..
أيها السادة أنا من جيل لا يعنيه تاريخ بلاده فالتاريخ الذى ندرسه تضعه الأنظمة لتمجيد رجالاتها فعرفنا أن ( التاريخ كذب متفق عليه لا علاقة له بحقائق الأثار )
عرفنا سعد زغلول الأزهري بأنه داع للفجور والعلمانية وهو من أستقى شعار ثورة19 من قوله تعالى (قل لله الدين الخالص) ومن قوله(والأرض وضعها للأنام )فجمع حوله عنصري الامة - لم يعلموننا في كتاب التاريخ أن لكل عصر ولكل نشاة معاييرها الأخلاقية .
وكان الرجل الثاني طلعت باشا حرب رحمة الله وهو الذي دأب على دراسة المواد المحاسبية باللسان العربي فكان له النجاح .
شخصية رجل الدين ومعلم اللغة العربية على شاشات التلفاز شخصية تبعث التهكم والسخرية في النفوس أما الناطق بلسان آخر فهو دوما من يحمل لنا التقدم
مذ ذلك الوقت ياسادة لم يتحرك وزيرا مصريا واحد لتطوير العقلية المصرية .. نعم رحل الأستعمار العسكري عنا وبقي الإستعمار الفكري والإقتصادي يرتع ويلعب على الأرض المصرية.. مرت الأيام وصرت أبا لا يقوى على فهم دراسات أبنائه الأجنبية وإن صادف له وطالع كتاب اللغة العربية يشعر بتفاهة واضع الكتاب وسفهه.. الالسنة الأخرى عبر العالم في ازدهار ورقي أما نحن فلا لسان ولا تاريخ
قامت ثورة يناير المجيدة ونادى احدهم فى مجلس الشعب بتعريب العلوم.. تهللت اساريري لقول الرجل ولكن قاتل لعن الله الساسة والسياسة وفعل ساس يسوس .. قوبل الطلب بالسخرية والتهكم من الجميع والسبب ؟؟
الأختلافات السياسية
أنا جاهل ولكنني الآن أدعوكم للصلاه وكل منا يتلو أمام ربه كلمات عربية يفقه معناها وإن لم يكن فكلنا جاهلون

محمد سمير
مصر الإسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق