... صيـــــــــــاغـــــــــة المفــــــــــاهيــــــــــــم ...
... يراجع المعلم شرح درسه قبل تعليمه للطلبة حتى يكون علي بينة ، ويراجع الأديب روايته قبل نشرها علي الملأ ، وأيضا يحتاج المفكر دوماً لتجديد أفكاره ، وصياغتها صياغة تلاءم عصره وحيثياته لتصبح مستساغة مقبولة لا شرذمة فيها أو خلل ، وقد شغل الفقهاء بتلك الأفكار جميعاً وانبتوا لنا مذاهباً شتي في مختلف المواضيع للناس ومنهم من استقر في العراق ومصر والشام لأجل اجتهاداته وفقهه . ينبغي علي المفكر بناء واستنتاج أفكار جديدة متحررة من القيود والتبعية للآخرين لتجعله في مصاف المجددين العظماء .
... ربما يختلف مفكر عن آخر حسب بنيته العقلية ، بصيرته الأدبية ، تنشئته الاجتماعية ، ومدرسته النقلية، وهذا أمر لا بد منه ، وما يدريك لعل هذا الاختلاف الفكري يكون بمثابة الثراء المعرفي والكنز الذهني للبشرية جمعاء لو دام في إطار الثوابت والأصول المرعية . فقد يصوغ المفكر مفاهيماً جديدة في التطور المعرفي وفلسفة جديدة للمجتمع تؤسس لمرحلة قادمة فيها الأمل والخير للبشرية .وقيل إن المفكر يفرح بصياغة المفاهيم ، ولم شمل الأفكار المبعثرة هنا وهناك ، كما يفرح أب طاعن في السن باجتماع شمل أسرته بعد طول شتات .
أ .نبيل محارب السويركي
الخميس 3 / 11 / 2016
فلسطين.غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق