الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

في البيان البديع {البحث التاسع } الترصيع من المحسنات بقلم الأديب والشاعر خالد خبازة.....سورية..اللاذقية

في البيان و البديع

البحث التاسع

الترصيع من المحسنات

كنا تحدثنا في أبحاث سابقة عن عدد من المحسنات البديعية منها الطباق و الجناس و التورية و المقابلة و الكناية .. و غيرها .. و سيكون بحثنا اليوم .. في " الترصيع "
و الترصيع هو أن يكون البيت مسجوعا كقوله تعالى :

" و لستم بآخذيه ، إلا أن تغمضوا فيه "
و مثل قول المتنبي :

في تاجه قمرٌ ، في ثوبه بشرٌ ... في درعه أسدٌ تدمى أظافره
و مثله :

كحلاء في برجٍ ، صفراء في نعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب

و مثله :

كالبدر إن سفرت ، و الغصن إن خطرت ... و الرسم إن نظرت ، معسولة الشنب

و كقول صريع الغواني :

وأفٍ على مهجٍ ، في يوم ذي رهجٍ ... كأنه أجلٌ ، يسعى إلى أملِ

و للبحتري :
ما إن ترى إلا توقد كوكب ... في قونس قد غار فيه كوكب
فمجدل ، و مرمل ، و موسد ... و مضرج و مضمخ و مخضب

و منه :

يا مستهاما بالأعنــ .....ــــة و الأسنــــــة و النحــورِ
لا بالخدود و لا القدو ... د و لا النهود و و لا الثغورِ
تلقاه يوم الروع يقــ ... ـــتـلع الأسود عـن الصخورِ

و منه أيضا قول الخنساء في رثاء أخيها صخر :

آبي الهضيمة ، وثاب العزيمة متــ ... ـــلاف الكريمة ، جلد غير ثنيانِ
حمّال ألوية ، هباط أودية ... شهاد أندية ، سرحان فتيانِ
رباء مرقبة ، مناع مثلبة ... ركاب سلهبة ، قطاع أقران

و كقولي في قصيدة بعنوان " سيمفونية الطبيعة و الحياة " :

ليعجب روحي هديل الحمام ... على أيكة و حفيف الشجرْ
و أطلال كوخ على تلة ... كأن به من سقوط حــذرْ
و بسمة ثغرٍ ، و نفحة عطرٍ ... و برعم زهرٍ ، و حلمٌ نضرْ

.....
من كتاب " البديع في البديع " لأسامة بن منقذ
مع التصرف
بقلم : خالد خبازة
سورية اللاذقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق