الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

خاطرة بعنوان { هذا بلاغ مني } بقلم الكاتب والشاعر إبراهيم أبو شندي.....الأردن..عمان

هذا بلاغ مني

بقلم / إبراهيم أبو شندي

هذا بلاغ مني .. أعيد صياغته .. لتكون الثورة ملحمة , ومزمار وآية وأناشيد , وأحاديث ورسائل .. شعر ونثر وصور وأصوات .. كل ما ذكرت وما لم أذكر .. فلا أريده أن يبقى ذكرى .. تتوارى في الذاكرة .. فهذا هو الحجر والنبات والحيوان والبشر .. قمة جبل ومحيط أرض ونار منارة .. تخترقه الحياة وتتسع عليه ..

الحياة تريد ذاتها ..
للتراب فصول لا تنتهي .. وللربيع أزهار .. وللسماء نجوم ولون وزرقة .. كما أن في قلبي أحياء .. ولعقلي أفكار .. وفي خطابي أدوّن ثمرة النبضة والأغنية .. لتكون نواة للإنجاز .. تشرق بالبوح الذي عرفناه ..
لن يكون لي نار أشعلها فوق القمم هناك .. ولن يكون لي مركب يأخذني بعيدا وأغادر .. لأن الضباب لا يترك فسحة للرؤيا .. فقط هو الحب مشتعلا في ذاتي .. يجذبني نحو أحبة , نعيش تحت سماء واحدة فوق مساحة الارض ..!!

سأقول في هذا البلاغ

بأننا يحق لنا .. بعد هذا المشوار الطويل من الوجود أن نجدد الغاية .. غايتنا نحن التي سلبتنا اياها معركة الإنجاز في الموت والحياة .. وأن نعقد أعراس النصر , ونتوج أرواحنا بما أنجزناه , وأنجزته الحيوات من حولنا .. وألا نجلس في ظل هذين العملاقين .. لنتحسس ملامح وجوهنا .. وتضاريس أجسادنا , وأشكالنا وألواننا .. حجومنا وأوزاننا .. ومسافاتنا في هذا الطريق الخالد .. وكم هو حجم النبل فينا .. حين يتفقد الواحد منا , رفاق معركته الباقية .. فيعرف الجريح , والمهزوم , والمنتصر .. والشهيد والبطل .. ويعرف ما تبقى من زمان ومكان .. وكم نحن بحاجة للطريق التي بدأناها ..

أقول في البلاغ

أن الشروق سيحصل كما حصل الغروب .. وهناك كما كانت العتمة في القاع .. سيشرق النور في الأعالي .. كما حصل منذ بدء الخليقة في الأرض والسماء .. وسيحصل فيما سيأتي .. حيث يكون المقام الأول .. ممهدا لظهور الآخر في شروقه .. محددا سمته ومعناه .. لونه ومسراه ..
هكذا سنبحث الآن عن الحركة النشطة في الصعود .. وسنحكم رحلة الصعود .. لتكون عينيه الأفق .. حتى لا يكرر نفسه , ويعود إلى ظل الهبوط .. إنها حالات مرئية للرحلتين المتعاكستين .. اللتين لا تتحققان إلا من حركة اختلافهما .. لترسمان واقعا حد الأسطورة .. وحقيقيا فوق تخوم الشكوك ..
هناك نرسم أبعاد القمر من خلال الماضي .. وتحولاته الناصعة من خلال حاضره .. ومن الضوء نتلمس عتم الليالي .. ونكتشف مجاهل الحياة .. ونعيد للشمس منازلها ..!!

في هذا البلاغ نداء

لنتابع الحلم الذي لم يتابعنا .. ونزرع الوردة التي تفتحت في الحلم .. وتمددت في القلوب كما الأفعوان على السفوح .. لأن الحزن مدهشا .. وللمصيبة رقص جنوني .. انفجار للدمع .. للقلب .. للعينين .. ولليدين اللتين شح عطاؤهما , على أجساد دافئة قلقة .. أجساد ملتهبة .. مستحمة بالطين والوجع .. متكونة إلى حالات مشتعلة بين ما كان وما سيكون ..

مشروع سيأتي في لحظة تكامل الحياة .. حياة تبدع نفسها بكم .. وبكل ما يحيط بنا , فوق هذا الكوكب .. نحن مع الأولين .. ولنا مع الآخرين متسع .. مثلما للأرض قمم ونيران وبحور .. فإن للعيش عطش مشتعل .. والإبداع لا ينتهي .. في مكان الأشياء والحيوات ..!!

                           انتهى

بقلم / إبراهيم أبو شندي
الأردن عمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق