أنا الفلسطيني
أنا حاولتُ
وسأبقى أحاول
ما ظلّ في قلبي
نبضٌ فلسطيني
أن أبقى على عهد الملايينِ
وأقسمُ برب الكون والتكوينِ
بالزيتونِ يشعل فانوساً
يضيء دروب شراييني
وبالاقصى والقدس تأتيني
بإيماني بعهدي ويقيني
أن أبقى فلسطيني
فأنا هنا ولدتُ
وهنا عشتُ
وهنا كبرتُ
حتى تمازجت في بستانها
كل أيامي عمري وسِنيني
حملتُ الهمَّ من صِغَري
ومضيتُ أهتف باسمها
في كل الميادينِ
وفوق مآذنها رفعته علمي
خافقاً يداعب أفراحي وأنيني
في كل صبحٍ أرى علمي
وحوله طيور الدوح تغني
سلامُ اللَّهِ يا فلسطيني
يبقى شامخاً وطني
يعزف ألحانه
وطناً فَيُشجيني
هنا نبتٌ نما
من جذور تكويني
هنا عكا وحيفا
واللدُّ صباحاً
كل يومٍ من البحر
تُناديني
هنا الزرعُ اخضر ٌ
يشعل المروجَ
هنا برتقال يافا
في البساتينِ
هنا أقسمت ُ يا ربي
بكل آيَاتِه الحقُ
بالزيتون والتينِ
أن أمضي بعمري بروحي
بما امتلكتُ
من قوسٍ ونِشّابٍ
ومن سيفٍ ومن رمحٍ
وبالرصاص
الذي يقوّيني
سأمضي بعزمي
بأوجاعي التي نمت
كي تعلِّمني
كيف أمضي بالإيمان
يهديني
إلى القدس إلى الهيجا
دفاعاً
عن كل من له
جذرٌ فلسطيني
وروحي التي عاشت
سنين العمر تضمّ الجرح بالجرح
وتقوى على كل من يعوِّقني
وأرفض ُ الأشكالَ بالتلاوينِ ...
انا الفلسطيني ....
اذا مرضتُ
أو يوماً أصِبتُ
أو بالوغى جُرِحتُ
من سواكـ سوف يُشفيني !
من إذا تعبتُ
أو ذاتَ يومٍ غريمٌ
أراد َ يكسِرُني
من سوى أبطالها القدسُ
يَفديني !
ومن إذا حاولتُ
التمرّدَ على الأقدار
من سوى رب القدس
سوف يحميني !
فيا جبالُ عيبالَ أو جرزيمَ
والسهولَ
التي روت أشجارها
بدم الشهيد
هيا اشهدي على الحق
يا سهول حِطينِ
هنا وعلى قرى عين جَالُوت
منتصراً تحقق الوعدُ
فحلّ النصرُ منتشياً
على أيدي صلاح الدينِ
هنا بيارقٌ رفرفت
هنا بنادقٌ رُفعتْ بوجه الغزاة
وانتصرت على الصهايينِ
هنا مجدُ الكروم تناديني
وهنا ناصرة الله
والميلادُ يحييني
وهنا طبريا التي احتضنت
كل أسرار الإنتصار
في الميادينِ
وهنا بيادرُ العزّ
في كرمل الشموخ
على ربى حيفا
والبحرُ نسيمه يناديني
وهنا أم النّور قد صرخت
يا شعبنا المنصور
سوف يأتي النصرُ يا نور الله
حتى بعد آلاف السنين
هي عكا وأسوارها الخالدات
دفاعاً أمام الشر تهزأ بالغزاة
وتهزمُ كل من يأتي فيكتوي
فَ نارُ عكا على الأسوار تَرقيني
وما يافا وزروعها الخضراء
دروعاً أمام الغزاة تُخبيّني
حتى إذا اطلّ الفجرُ هنا
فإذا بكل اعتزازٍ
بأهل يافا تطربني
والنصرُ لا يحلو
إلا بِيافا وبالرياحينِ
وما انتصاراتُ غزةَ
رغم الموتِ
إلا أساس الحق
دحراً لكل من سيأتي
ليغزو أو ليقتل الحلم
ففي غزة نصرٌ يخالفُ طعمهُ
كل انتصارات من سنيني !
هنا أنا وكل من عليها
ومن تحت الثرى رحلوا
لهم كل حبٍّ زرعناهُ
بيادراً من ياسمينِ !
د.عماد الكيلاني
فلسطين
15/11/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق