ف(( التوهم بين السواء والمرض ... تعقب اثر العقدة ))
بقلم الدكتور محمد الحاج علي ... (( رســــــــــــالتي التـــــــــــــــنوير ))
من الصعب أن نميط اللثام عن حقيقة النفس بسبب تلونها عبر أخلاقيات البشر لذلك نرى عدم تغير الأغلبية منهم عندما نوجه لهم النصيحة لأن الأخلاق في حقيقة تكوينها ناتجة عن الظروف النفسية والإجتماعية وبالتالي فإن شخصيته وميوله النفسية هي التي تحدد طريقة فهمه عندها يعتنق أفكار يؤمن بها فنراه ينافق ويكذب ويثرثر عبر الخفاء ليعتبر ذلك من الفضيلة ...
كثيراً ما شاهدنا بعض الوعاظ عبر المنابر وهم يقدمون النصائح ولكن الغريب في الأمر بمجرد انتهاء المجلس أو المحاضرة انتهى كل شيء ليعود الضفدع إلى مستنقعه الذي خرج منه وهذا يشمل أيام رمضان أو عاشوراء أو أي مناسبة والسبب في ذلك هو العقد النفسية الكثيرة التي يحملها البشر والإختلالات التي تنشأ نتيجة لصراع الإنسان في هذه الحياة ولكي نسلط الضوء أكثر نحاول أن نحدد بعض النقاط المهمة
1_ الأمراض العضوية أي الأمراض الجسمية التي يكون لها أعراض مرضية عقلية
2_ الإختلالات العصبية بسبب الصراع العقلي اللاشعوري وهي التي تسبب الأمراض النفسو جسدية أي ذات المنشأ النفسي .
3_ الأمراض الخلقية والتي يكون سببها عقد لاشعورية مكبوتة كما في النفاق الكذب البهتان سوء الأطباع الإنحراف الجنسي .
4_ الخطايا وهي التي تكون نتيجة اختيار الذات وهي مرض نفسي خطير أي أنها تستسيغ الخطأ سيكيولوجياً وتؤمن به وتأطره بالمعنى الديني ليكون مقبول بمعنى نرى بعض القردة من مختلف الجنسين هو ينافق فيصور لنفسه وللناس أنه واعظ وينشر الفضيلة وهذا من الصعب علاجه ...
من العوامل التي تؤدي إلى تكوين العقدة النفسية نجد في المرتبة الأولى و بالأساس التربية السيئة في الصغر ، عندما نحصل على أبوين متنافرين نفسياً وفكرياً نحصل على تربيات مختلفة كل على شاكلته بحيث اعتاد الكثير من الآباء على تربية أبنائهم بواسطة الخوف كتهديدهم مثلا من أمر معين أو من فئة معينة من الناس على شاكلة الطبيب أو الشرطي و المدرس، فالأهل هنا يريدون عن حسن نية تهدئة الطفل لكن لا يدركون مدى تأثير ذلك على شخصيته في المستقبل، فقد يؤدي ذلك إلى استمراره في الشعور بالخوف من جميع الأشخاص الذين كان يهدد بهم مهما كبر و مهما كان مستواه التعليمي أو المنصب الذي يحتله. إن الحرمان خلال الطفولة يعتبر أيضا من بين أهم العوامل التي تسبب في تكوين العقد النفسية، فالأسلوب القاسي للآباء في التربية عن طريق إشعار أبنائهم بالذنب دائما و أن كل ما يفعلونه يعتبر خاطئا قد يخلق في نفسية الطفل مشاعر سلبية مليئة بالنقص و الذنب و القلق و الغيرة، كما قد تنشأ عنه بعض العواطف الهدامة كالكراهية و الحقد و هي كلها صفات تكبت في النفس و يصعب التخلص منها حتى عند الكبر.
المريضة ( ف ) عاشت في ظروف سيئة بسبب عدم التطابق النفسي بين أبويها لم تكمل الإبتدائية كذلك ترعرعت في بيئة مليئة بالحقد والإنتقام بسبب التعصب العشائري فحاولت بشتى الطرق أن تهرب من عائلتها فتقدم لخطبتها قرد من القردة فقبلت به بدون أي تأخر خارج مدينتها فوجدت فيه كل المساوئ التي من الممكن أن توجد في أي شخص غير سوي كشرب الخمر التسكع مع المومسات ومع ذلك قبلت ذلك لأنه ليس أسوأ من عائلتها فأنجبت خمس أبناء تعب زوجها بسبب المرض حينها وجدنا ( ف ) حقدت على المجتمع بطريقة غريبة فأصبحت تثرثر وتنافق وتكذب وتتلون بعدة شخصيات بسبب صراع العقد التي حملتها عبر السنين فأصبحت لاتثق بأحد متعبرة كل الإناث مرضى وكل الذكور مجرمين حاولت أن تتشبث في إحدى الوظائف لتسد النقص الحاصل في نفسيتها فكانت الطامة الكبرى حيث تلقفتها الأيادي فانتهت إلى المجهول ...
تحليل المريضة ( ف )
1_ التهجم الجنسي في عهد الطفولة وهذا واضح نتيجة الآلام الجنسية عند العملية الفيزيائية
2_ عدم التطابق النفسي بين الأم والأب مما جعلها تهرب وتحقد على الجميع
3_ البيئة التي عاشت بها جعلتها تشعر بالنقص
4_ عدم إكمال دراستها
5_ وظيفتها التي قادتها الى المجهول بسبب تسكعها بين الضفادع
لذلك إن العقد الإنفعالية عندما يطلق سراحها سواء عقدة جنسية أو عقدة خوف فإن الإنفعالات الغريزية التي أطلق سراحها تندرج تحت سلطان الإرادة وتنظم في ذات أقوى وهذا ماشهدناه في المريضة ( ف ) والواقع أنه ليس في العلاج النفسي مشهد أروع من ملاحظة مريض يمر بعاصفة انفعالية سببها الفرع الجنسي والخوف ثم يرى في نفسه أنه عاقل يستمتع الحرية وتنفس الصعداء بسبب إطلاق سراح العقد المكبوتة والغرائز هذه الثورة التي حدثت عندها والإنفعالات مع الأسف ربطت بأمور فاسدة كان من الممكن أن تربط بأمور إيجابية بسبب تعلقها بالمثل الأعلى الجديد ولكن كيف ومتى ومن هو ؟؟؟ كلمتي الأخيرة أقولها قمة الإنسانية هي في الإعتدال لافي التجاوز لذلك كم شاهدنا بشراً تنبح كالكلاب وتخرج كالخفافيش لأنها تخشى الضوء وتنهق كالحمار ماذا نفعل لطنين البعوضة وشحيج البغل وفحيح الأفعى وقهقاع الدب ونقنقة الدجاجة وعواء الذئب وأزيز الذبابة وخور البقرة وخترشة الجرادة ومأمأة الخروف وقباع الخنزير وعرير الصرصور ونقيق الضفدع وصئي العقرب ونعيق الغراب وصرير الفأر ولقلقة القلاق ودبيب النملة ومواء القط وضحك القرد ...
الدكتور محمد الحاج علي
العراق النجف
حقا ابداع
ردحذف