الأحد، 19 فبراير 2017

دراسة بعنوان { مراحل الكتابة العربية } بقلم الباحث الأديب والشاعر حيدر وطن .....سورية /سلمية

(مراحل الكتابة العربيّة):

ومن المعروف أنّ المراحل التي مرّت بها الكتابة:هي أربعة مراحل:

الطور الممهد للكتابة, والكتابة الصورية،الكتابة المسمارية،ثم المسمارية المقطعية،ثم الكتابة الهجائية أو الأبجديات العربيّة،وسوف أبدأ منها:
ومن العلماء من يرى أن الأبجدية الأولى هي وليدة الهيروغليفية ، وأن الذي أوجدوا الأبجدية أخذوها منها ، أخذوا من المصريين فكرة التدوين وفكرة الإختزال ، كما اختزل المصريون كتابتهم من الكتابة الصورية التي كانت تعبر عن معان وأوجدوا منها المقاطع التي سهلت أمر أداء المعاني تسهيلا كبيراً .

وقد ظل العلماء أمداً طويلا مترددين في أصل القلم الفينيقي حتى عثر في شبه جزيرة سيناء بناحية سرابيط الخادم على كتابة قالوا عنها إنها الحلقة المفقودة  بالخط الهيروغليفي والخط الفينيقي ، ويعود تاريخ كتابة سيناء إلى سنة 1850 ق. م (*) المصدر د / جواد علي : تاريخ العرب قبل الإسلام ج 1 ص 192 ـ 198 . ويقول جاردنر إنها تعود إلى الأسرة الثانية عشر بين 2000 ، 1788 ق . م ، ويقول بتري إنها تعود إلى 1500 ق . م .

وقد انتشرت الأبجدية من طور سيناء إلى الشرق فوصلت إلى الشام وشبه جزيرة العرب وصارت أصل الأبجديات في هذه الأماكن ، ولكنها لم تستعمل في العراق حيث كانت الكتابة المسمارية ولا في مصر حيث كانت الكتابة الهيروغليفية .
هناك جدل تاريخي بين الباحثين،حول أوّل أبجدية عربيّة تعتمد الحروف المنفصلة بعد أن كانت تصويرية أو مقطعيّة ،فالبعض يقول:هي الأبجدية السيناوية التي تعود إلى/1850/ق.م وقد ابتكرها عرب سيناء(المعنيون،أو عمال المناجم الكنعانيون)،واعتمدوها على اثنين وعشرين حرفاً،تنوب عن باقي الحروف الثمانية والعشرين.فيها رسم واحد لكلّ من(ت ث)و(ح خ)و(د ذ)و(ص ض)و(ط ظ)و(ع غ). ويميز القارئ بينها بالسليقة،من سياق النص وحروف الكلمة.
وشاعت هذه الأبجدية في سيناء وما جاورها شرقاً،وفي بعض جزر المتوسط،
وكان ابتكارا جليلاً فتح أعين الشعوب المجاورة على أهمية الكتابة بالحرف المستقل،
بدلا من الكتابة المقطعية أو التصويرية؛لأنه بعد قرون قليلة ظهرت الأبجديات الحرفية العربيّة.
والبعض الآخر يقول:هي أبجدية أوغاريت التي تعود إلى /1500/ق.م وقد ابتكر علماء(أوغاريت)أبجديتهم الحرفية المسمارية متأثرين بالمسمارية البابلية المقطعية التي كانوا يعتمدونها سابقاً،وبها جميع الحروف العربية مميزة،وبها لحرف الألف ثلاثة أشكال (مفتوح ومضموم ومكسور)فأصبحت على ثلاثين حرفاً،وقد عثرت في أوغاريت على فخارة عليها الحروف الأبجدية،مرتبة على الأبجدية المعروفة.
هذا وقد كشفت نصوص اوغاريت الأثرية عن وجود وثائق كتابية هامة.تتعلق بالحياة الفكرية والثقافية في أوغاريت .وتتناول موضوعات تتعلّق بمختلف جوانب الحياة السياسية والفلسفية والفنيّة والإقتصادية والحقوقية والعلمية.رصدت تلك النصوص التشابه بين اللغة قديماً وحديثاً في المفردات والمهعاني وقواعد الصرف،وقال الباحث جمال حيدر مدير آثار اللاذقية أنّ حفريات رأس شمرا أدت إلى اكتشاف وثائق تبين بوضوح محاولات الكاتب الأوغاريتي في تعليم حروف الأبجدية إلى طلابه،وأشار إلى أنّ الكاتب الأوغاريتي كان يتبوأ مكانة مرموقة في المدينة والبلاط الملكي وهويقوم بدور المعلم ويهتم بتعليم الكتابة،كما أنه ذوثقافة عالية،ينظم وثائق موسوعية ومعجمية تتضمن معلومات هامة في ميادين مختلفة.
واشارت المكتشفات الأثرية الكتابيةإلى أنّ الكاتب الأوغاريتي كان يضيف إلى جانب توقيعه عبارة(خادم نابو ونيسابا.وهما إلها البحث والمعرفة.ويبذل جهدا ليتعلم اللغات الأجنبية كما يعلمها إلى طلابه وكان ضالعا في علم الكتابات.
ويعود الفضل لأحد الكتبة أو لمجموعة منهم في ابتكار طريقة جديدة للكتابة.
كما كان الكاتب الأوغاريتي يهتم قبل كل شيء بلغته الأم،وهي اللغة التي تتكلمها الأغلبية القاطنة في المدينة وهي اللغة الكنعانية.(ملحق الثورة العدد 688).

أبجدية أوغاريت ..أقدم أبجدية عربيّة.

✒.حيدر وطن
سورية سلمية
18.2.2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق