لقاء
تُسْعِدُني قِراءتُكْ ، فما بالُكِ لوْ حدّثْتُكَ ؟!
ألَسْتُ مع موروثِك شيئاً ترنو إليه ، واقعاً يَتَّجِهُ معك إلى هناك ؟!!! أما آن لقلبك أن يشتاق ؟ أن يأتيَ به الحنينُ إلَيْ ؟!!!
وأضافت بغضبٍ مُختنقٍ بِوَجَعِه : ما بالُ صمتُك قد طغى وبغى . لقد هَلَك الزرعُ يا فتى ، وجَفَّ الضرعُ والله .
تَرَجَّلْ قليلاً ، وأكتُب لَو حَرْفاً . أو قُل لي بسملة ، أو تَصَدَّقْ عليَّ ، ولو بِشِقِّ نَبْضَةٍ . فَلِي في قلبك حقٌّ مَعلومْ .
لِتَعدِلَ ، خُذْ بِرِفْقٍ راحَتَكْ . فالحُب المُشتاقُ أقرب ُ إلى التقوى . وتقوى القلوبِ دائماً خَيْر. ولكن ، ألا زلت تعلم أن قراءتُك تُسعدني ؟ فما بالُ حديثُك ؟ وما بالُك لو كُنتُ معك أو قُربك ؟!!!
بِقلَقٍ تَلفتَ حوله أكثر من مرة ، وقال وهو يُحَدِّقُ في شاشة جواله : غريبة أنت يا فتاتي . أبِكُلِّ آلاءِ عيوني تُكَذِّبين ؟ !!! مثلُ البحرِ أنت ِ أو كالنارِ أنت ِ . هل من مَزيد ! ما أخصبَ غَضَبُكِ المُشْبَعِ بِعتابِ القِطَطْ !!!
كلما أسْكَرَني فقرٌ بلا قوانينٍ ، أرتَحِل إليك . وكلما تقافَزَت جَنادِبُ الضجر والملل ، أزرعُكِ بلا نواميسٍ على حوافِّ إحدى الغَيْمات . ليأخُذَني إلى أرحامِك من هناك ، حنينُ عيني . فأنا كما تعلمين ، لا أئْتَمِنُ على أشواقي إليك ، إلا عيني .
ما حِيلَتي إن كانت أبْجَدِيَّاتي ، تُكَرِّرُفشلها في صِياغَتك ، على طريقتي . فَتَرسِمُكِ موسيقى العيونِ على طريقتها . فَأغرَبُ ما في عُيوني ، رَعْدُها الصامِت . أمَّا ذَوقُها الراقي ، فما زال يَسْبِقُ قلمي بِذراعَين .
يا ساقيةَ الرُّوحِ ، بِكِ يَتَوَهَّجُ ليلي وقت العُروج ، نُقطةً تَسري كَلَسعِ النسيم ، على صِراطٍ مُستقيمٍ غيرَ مُهَدَّدٍ بألأغتيال . فَدُنيا بِلا امرأةٍ مِثْلك يا فتاتي ، كَومُ حِجارةٍ ، أو حريقٌ بلا حَطَبٍ ، أو خريفٌ أنيقٌ مُطِلٌّ قبلَ أوانه .
✒د.سمير أيوب
الاردن عمان
9/6/2015م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق