كانوا رجال (1)
لكل إنسان وطنان الوطن الذي ولد فيه ومصر (رينان ) ستجد تلك الجملة يتفاخر بها أصدقائنا المصريين على صفحاتهم ..والتفاخر الموهوم كوباء ينتقل من وطن عربي إلى آخر والله سمعتها من أحد الأصدقاء السوريين ..قال رينان لكل إنسان وطنان وطنه الاصلي وسوريا .
وهل أمتنا فى حاجة إلى شهادة الفرنسي رينان ؟
(لا ثائر من دعاة التطور ولا مصلح ولا شاعر عظيم و لا فنان ولا باحث علمي ولا فيلسوف ,كلا ولا وزير عظيم يلقاك فى تاريخ مصر القديم ففي هذا الوادي الكئيب وادي الذل الواصب غبرت ألوف من السنين على أهل مصر وهم يزرعون الأرض ويحملون الصخور على رغمهم ؛ينشأ فيهم عمال موظفون يعيشون عيشة وداعة لا فخار عليها وحيثما أنت لا يقع نظرك إلا على مهاد مستو من الأخلاق والعقول المتوسطه فى كل مكان )
هكذا يصف المفكر الفرنسي حال أمتنا و لاعجب فالكتابات الغربية التي ناصرت أمتنا ونزعت إلى الحقيقة لا تتعدى 2% من مجمل كتاباتهم عن الشرق بوجه عام .. لا أفند هناأباطيل غربية أو أعمل على هدم كلمات بكلمات أقوى إنما أطرح سؤالا ألم يخرج منا رجلا ينصرنا بفكرنا ؟..
ينادي فينا أن نرى بأعيننا لا بأعين الغير وأحواله ؟
قدم أرنست ينان محاضرة فى السوربون عن علاقة الإسلام بالعلم قال فيها (إن إنتاج الأمم غير العربية أكثر من إنتاج الأمم العربية وإن التمدن أكثره من إنتاج الفرس وغيرهم دون العرب وأن الإسلام لا يشجع على العلم والفلسفة والبحث الحر وإن من أشتغل بالفلسفة من المسلمين أضطهد وأحرقت كتبه ) وقد نشرت تلك المحاضرة في جريدة الديبا الفرنسية .
فكان الرد من جمال الدين الأفغاني على صفحات الجريدة ذاتها(أن ماذكره رينان عن الإسلام ليس هو من طبيعته ولا نتيجة تعاليمه ,بل من عمل بعض من اعتنقوا الإسلام فى بعض العهود .وإن الإضطهاد الذي تحدث عنه رينان قد وقع مثله في الأديان الأخرى فرؤساء الكاثوليكية لم يتركوا هذا السلاح حتى يومنا هذا ,,وأما عن قوله أن الإسلام لا يشجع العلم فإن الكل يعلم أن الشعب العربي خرج من حال البداوة التي كان عليها قبل الإسلام وأخذ يسير في التقدم العلمي والفكري ويسير فى هذا المجال بسرعه لا تعادلها إلا سرعة فتوحاته السياسية فتقدمت العلوم تقدما مدهشا بين العرب وكل البلاد التي أنضمت لسيادتهم )
فاجتمع رينان بالافغاني وتباحثا معا وأبدى رينان الفرنسي إعجابه بالافغاني وقال يومها (كنت أتمثل امامي عندما كنت أخاطبه ابن سينا أو ابن رشد أو أحدا من أساطين الحكمة الشرقيين ) وأعقب (إن قيمة الأديان بقيمة من يعتنقها من الأجناس !!!!)
نحن هنا نحمد الله الذي أعزنا بالإسلام ورينان يقول إن الأديان تستمد قيمتها من معتنقوها ؟؟!!!!
هل علينا التقليد أم انتظار صراع لامفر منه ؟
أختم مقالى بكلة البطريرك شنوده الثالث ( الصراع بين الإسلام والغرب صراع حتمي لا مفر منه )
محبتي
محمد سمير
مصر.الإسكندرية
الخميس، 3 نوفمبر 2016
مقال بحث بقلم المفكر والباحث الكاتب الأستاذ محمد سمير.....مصر.الإسكندرية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق