الخميس، 23 مارس 2017

لغتنا الجميلة بعنوان { العروض والقافية...} إعداد وتقديم الأديب والشاعر خالد خبازة.....سورية/ دمشق

لغتنا الجميلة
العروض و القافية
البحث الرابع
كنا تحدثنا عن القافية و حروفها : الروي و ألف التأسيس .
كما تحدثنا عن أنواعها و قواعدها و قلنا انها خمسة أنواع : المتكاوس و المتراكب و المتدارك و المتواتر و المترادف .
و الآن نتحدث عن :
الحرف المسمى .. الردف
الحرف المسمى " ردف " هو الحرف الذي يردف حرف الروي بين حروف القافية ، لذلك تم تسميته " الردف " وهو الحرف الصوتي الذي يقع قبل حرف الروي بشكل مباشر .. أي أنه أردف الحرف المذكور ..
فهو إما  أن يكون ألفا .. أو واوا .. أو ياء مثال على ذلك :
قول المتنبي :
و خير مطي في الدنا سرج سابح ... و خير جليس في الأنام كتاب
و بتطبيق المبدأ الذي كنا ذكرناه في المقال السابق حول أحرف القافية فان هذه الأحرف هي " تاب " باعتبار أن الألف هو آخر حرف ساكن و ما قبله هو حرف الباء .. و الألف هنا و هي حرف صوتي مصمت .. فهذا الحرف هنا هو ما يسمى بـ " الردف " و هو الذي جاء قبل حرف الروي الذي هو حرف الباء بشكل مباشر .
أمثلة أخرى :
قول المتنبي
ما لنا كلنا جوٍ يا رسولُ ... أنا أهوى و قلبك المتبولُ
كلما عاد من بعثت إليها  ... غار مني و خان فيما يقولُ
و إذا  خامر الهوى قلب صبٍ ... فعليـــه لكل عين دليـــــلُ
ففي اللفظتين الأخيرتين من البيتين الأولين " المتبول " و " يقول " .. نرى أن أحرف القافية هي " بول " في البيت الأول و " قول " في البيت الثاني .
باعتبار أن حرف اللام هو حرف الروي ، و قبله  جاء حرف الواء الساكن , الذي جاء قبله مباشرة حرف الباء في البيت  الأول و القاف في الثاني .
في هذه الأحرف نرى أن حرف الواو هنا هو الحرف المسمى " الردف " حيث جاء قبل حرف الروي بشكل مباشر
و قد يكون هذا الحرف ياءً .. أيضا
مثال ذلك البيت الثالث في القصيدة نفسها , حيث تقصدت أن آتي بالمثال من نفس القصيدة و هو البيت التالي :
و إذا  خامر الهوى قلب صبٍ ... فعليـــه لكل عين دليـــــل
هنا نلاحظ أن  حرف الياء المصمت . هو ما يسمى " الردف "
1- في استعمالات أحرف الردف :
قلنا أن  الردف إما أن يكون ألفا .. أو ياءً .. أو واوا ...
فاذا كان " الردف " ألفا .. كما في المثال الأسبق في لفظة كتاب .. فلا يجوز قلبه في باقي الأبيات إلى  ياء أو إلى  واو ..
كذلك .. إذا  كان هذا الحرف ياء أو  واوا .. فلا يجوز قلبه إلى  ألف  في باقي أبيات القصيدة
و يجوز قلب الواو إلى  ياء ..أو العكس أي قلب حرف الياء إلى  واو .. كما شاهدنا في أبيات المتنبي الثلاثة الأخيرة
إذن  فإن  الألف لا تقلب ياء أو واوا .. و و العكس كذلك فان الياء أو الواو لا يجوز قلبهما ألفا .. و يجوز القلب بين الياء و الواو كما في قول المتنبي في الأبيات السابقة .. حيث نلاحظ الألفاظ
ما لنا كلنا جوٍ يا رسول ... أنا أهوى و قلبك المتبول
كلما عاد من بعثت اليها ... غار مني و خان فيما يقول
ثم البيت الثالث نرى كيف قلب الواو .. ياءً
و إذا  خامر الهوى قلب صبٍ ... فعليـــه لكل عين دليـــــل

و جاء في كتب التراث
و الردف مأخوذ من ردف الراكب .. و هو حرف يردف الروي .. و هو يكون من أحد حروف ثلاثة :
الألف أو الواو أو  الياء
و ألف الردف تكون ساكنة إلى  جانب حرف الروي .. كقول الشاعر :
و دمنة نعرفها و أطلال
فهذه الألف لازمة في هذا الموضع في القصيدة كلها ، لا يجوز معها غيرها .
و قد تكون الواو ردفا مع ضم ما قبلها و فتحه , قأما ما قبلها ضمة .. كقول الشاعر :
فلست لأنسي و لكن لملاك ... تحدّر من جو السماء يصوب
و الذي ردفه واو و قبله مفتوح كقول الراجز :
و مشيهن بالخبيب مَوْرُ ... كما تهادى الفتيات الزَوْرُ
و كقول بعض المحدثين :
ثنتان من همتي لا ينقضي أسفي ... عليهما أبدا من خشية الفَوْتِ
لم أحب منتجع الدنيا بجملتها ... و لا حمَيْت الورى من صولة المَوْتِ
و الذي ردفه ألف .. قول امرئ القيس :
و هل ينعمن إلا  سعيد مخلد ... قليل الهموم مايبيت بأوجال
و الذي ردفه ياء قبلها مكسور قول الشاعر :
و كائن رأينا من غني مذمم ... و صعلوك قوم مات و هو حميد
و ما كان ردفه مفتوح ما قبلها .. قول الشاعر :
بنات وطاء على خد اللَيْلْ ... لا يشتكين عملا ما أنقَيْنْ
و ذكر سيبويه أن فتح ما قبل الواو و الياء لا يجوز . إلا  أن الشعراء استعملوا ذلك .
فأما الواو و الياء فتتعاقبان إذا  كانتا ردفين في القصيدة الواحدة .. فتكون الواو ردفا في بيت .. و الياء ردفا في آخر .. إلا  أن الألف فلازمة في القصيدة كلها و لا يجوز معها غيرها . فلا تكون الألف ياء أو واوا . أو العكس .
.......
خالد ع . خبازة
سورية اللاذقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق