كتب د. سمير محمد أيوب
من حكاوي الرحيل – ( الثانية والعشرين )
لا تبكِ أمام من أحببتْ
لا تُصَبْ بالدهشةِ ، او ينتابك الإستغرابُ ، إن قَتَلَ مَن أحْببتَ حُلمَك .
لا يَقتُل ألأرواح في هذا الزمن إلا الأحباب .
إن صادفتَهم فلا تَلُمهُم . وإن رأيتَهم لا تَسألهم . فان التبرير يكثُر بالتوالد الذاتي .
والجُرحَ لن يَندمِل . لن يعيدَ الكلامُ لك ، حُلْماً قتلوهُ وقلباً طعنوه .
لا تَقُل لهم أنّك تألَم ، بل قُل أنّك تحلَم . لا تُخبرهمْ بأحلامِك . ولا تأمَنْهُمْ بعد ان فعلوا . فالمؤمِنُ لا يُلدَغُ من جُحرٍ ، أكثر من عَشرِ مرّات .
إمنح قلبكَ فُرصةً أخرى ، حَرَمَكَ مِنها الغادرون .
إبحث ، فَتّش ، بَحبِش ، نَبِّش ، نَقّب عَمّن يستحقُّ التتويجَ بِحُبك وبِثقتك . بالطبع ستجد . فالطيبون كُثْرٌ ، والخيرُ لم يزلْ يرقص ، تحت قِبابِ السماء . وعلى ضِفافِ قلبِكْ .
إنْجَرِحْ ، تألم ، إبْكِ ، وإن شِئتَ أصرُخ . لكن ليس أمام من جرحوكَ ، ليس أمام من خذلوك .
أظهر هَلعكَ ، ضَعفكَ ، لكن أمام رب الملكوت . سيمنحُكَ من خَلَقَكَ فَسوّاك ، القوةَ ألتي تَحتاج ولا تَنفذ . جَرّب وسترى .
قَتْلُ حُلمِكَ او تَعويقَه ، ليس نِهايةَ المطافِ ، ولا نهايةَ الحياة . عمليا لا زالت الأحلام ، تتوالدُ وتنتظرُ التحقق ، فلا تبتأس .
أدِرْ ظهرَكَ للنقدِ الهادمِ والظالمِ والجاهلِ والحاسِدْ .
وإبتعد عن مُسبِّباتِ الألم .
حاولْ ان تنتزعَ خناجرَ الغدرِ التي إخترقَتْ كلَّ جميلٍ في قلبك ، في روحك وفي عقلك . سَيُشْعِرُك ذلك بالطبع ، بالالمِ مُجدَّداً . لكن ، لا تَهُنْ ، فالله معك وأنت معك .
رَتِّبِ الفوضى ألتي أحدَثَها مَن حَولَك في نفسِكْ . أما الحبيبُ الراحل ، فمن الطبيعي ، أن لا تجد للحياةِ طعماً من دونه فيها . لتنعمَ بحياةٍ أفضل ،إن هنا او هناك ، إنْهِها . ثم رتب ما تشاء . ساعتها ، لن يبقَ الحب مُجردَ ميناءٍ للوصول ، بل ميناءُ الإقلاع ، وحبلُ وريدٍ وشريانٌ من مَسَدْ .
سمير أيوب
الاردن –عمان
25/3/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق