الجمعة، 24 مارس 2017

في رحاب الله بعنوان { حديث الجمعة" الله " } بقلم الشاعر محمد صادق.....مصر/القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الجمعة
الحمد لله رب العالمين .. ما عبدناه حق عبادته .. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم .. ما اتبعناه حق اتباعه .
حديث اليوم شيق وعميق عمق الكون .. لأنه حديث لن ينتهي عن رب الكون .. لا يستوعبه عقل .. ولكن يستوعبه قلب .. سنخوض فيه على سلسلة حلقات حتى لا يشرد الذهن ويتوه الفكر .
سيكون بعون الله تناولي لهذا الموضوع من زاوية مختلفة .. هي تأملية فكرية أكثر منها تفسيرية .. فقد خاض كثيرا من المفسرين والتحليليين في هذا الموضوع .
ولن أبدأ بالسؤال عن من هو الله .. فعلينا قبل أن نطرح هذا السؤال أن ندرك صنع الله سبحانه .. وأن لكل موجود لا بد له من واجد يعلن عن نفسه أو موجوداته تعلن عنه .. فحين ترى منزل قائم .. عليك أن تدرك بداهةً أنه لابد من أحد أنشأه .. لكنك لا تدري من .. وحين يأتي صانعه ويخبرك أنه الذي صنعه ويدلي بأوصافه الداخليه .. عليك أن تصدقه .. وإن أتي أحد آخر وقال لك أنا صنعت هذا المنزل .. هنا يأتي الشك في الإثنين .. ومن المحتمل أن يأتي ثالث ويدّعي أنه صنع هذا المنزل.
ولكن عدم وجود أحد آخر يدّعي أنه خالق للكون ويدلي بأوصافه الدقيقة .. فشئنا أم لم نشأ علينا تصديقه .. والإيمان بوجوده .. لأن دقة صنع موجوداته تدل كلها عليه .. وأن هذه الموجودات لم تأتِ من لا شيئ .. ومادامت فيها فكر وروح وتدور بحسابات دقيقة جدا لا بد من خالقها أن يتابع تلك الحسابات .. فهي لم تكن هباء منثور في فضاء لا قيمة له .
راجح العقل سيؤمن إيمانا وثيقا بهذا .. وضيق الأفق سيكفر .. لأن هذا أكبر من تفكيره المحدود .. واستحال عليه تصديقه .. ولهذا ترك الله لنا الاختيار في قوله سبحانه .. بسم الله الرحمن الرحيم ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ )آية 17 من سورة هود التي أدعو الكافر قبل المسلم لتلاوتها بطريقة فكرية وتدبرية عميقة جدا والوقوف كثيرا على ما بها من آيات كونية عظيمة.. والتي لو أجتمعت عقول علماء أهل الأرض جميعا في عقل رجل واحد ما استطاع أن يقول ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) الآية 7 من ذات السورة
فكيف تصدر من بشر أمي ؟؟ !!
إنتهيت من هذا السؤال لأن الخوض فيه كالذي يريد أن يستوعب الجِدول ماء المحيط .. أما السؤال الذي يدور بذهني وليس مستعصي الإجابة بل مستعصي التصور .. هو أين كان الله قبل الانفجار العظيم الذي نشأ منه الكون المرئي؟
والإجابة هي سبحانه كان ملء الكون .. وأن تلك المجرات البالغ عددها 100 مليار مجرة مرئية .. مجرتنا درب التبانة واحدة فقط منها .. طارئةً عليه سبحانه .
هذه هي الإجابة التي يظن البعض أنها سهلة .. أما التصور فعليك أولا أن تعرف حجم الكون المرئي من منظور أعظم مرصد فلكي إلى الآن وهو ( مرصد هابل ) . . من هنا سنستقل ألة الزمن وتبحر سفينتنا في هذا الموضوع العظيم .
وحتى لا يشرد الذهن نلتقي الجمعة القادمة بعون الله إستكمالا لهذا الحديث الشيق .. وإلى هذا الحين أستودعكم الله .
جمعة مباركة تمر عليكم وعلى أحبائكم بكل الخيرتسعد فيها قلوبكم وعقولكم بذكر الله .
----------------
محمد صادق
مصر القاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق