ذي الوجهين
...............
يقولُ الْقَوْلَ تحسَبَهُ نبياً
وفي الأفعالِ شيطاناً تراهُ
يُماري الكُلَّ بالوِجْهَنِ جهراً
فما تدري لوَجْهِهِ من قَفاهُ
أمامُ النَّاسِ يَنْطِقُ مِثْلَ عالِمْ
وفي الترتيلِ ما شيخٌ تَلاهُ
يَسُبُّ النَّاسَ يرميهِمْ بِفُحْشٍ
وينْسى كُلَّ ذَنْبٍ قد أتاهُ
أبا الوجهينِ لا تَفْرَحْ لِفَوْزٍ
فَلِلْحَصْادِ يَحْصُدُ ما جَناهُ
فَبِذْرُ الشَوْكِ لا يُعطي وروداً
فَيُدْمي بالحَقيقَةِ من سَقاهُ
فمن يَرْبىٰ بِبَيْتِ العِزِّ يَربو
ويربو الخُلْقُ والدينُ معاهُ
ومن يرمي الحجارةَ بيتَ حُرٍ
فيلقى من بسوءٍ قد رَماهُ
لعمري إنها الأيامُ حُبْلى
فيولدُ من ذميمِ النَّاسِ شاهُ
ومن خَيلِ الأصايِلِ كلَّ جَحْشٍ
وكانَ الفَحْلُ نسلاً من أباهُ
فلا تَعجَبْ لِغَدرٍ من لَئيمٍ
كذا فالذِئبُ لا يُؤمَنْ حِماهُ
ولا تأمَنْ لِصاحٍ فيهِ جَهْلاً
غدا كالدُبِ يَقْتُلُ من حَماهُ
جميلُ القولِ بادِرْ حينَ تَلْقى
سَخيفُ العَقْلِ منهوكاً قِواهُ
يُطالِبُ من عَقيمِ القولِ لَحناً
ويَنسى من بِهِمْ تُعلا الجِباهُ
ولا تَحْمِلْ بِقَلْبِكَ أيُّ حِقْدٍ
فإنَّ اللهَ يَعْلَمُ لا سِواهُ
ألا إني نَصَحْتُكَ يا صَغيري
دعِ النمامَ لا تقفو خُطاهُ
................................
شاعر النقب
أنور الزبن
فلسطين النقب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق