الخاتمة
لقراءة قصيدة - دعوة ناسك - للشاعر أحمد حضراوي
خلال قراءتي للقصيدة وجدت أن الشاعر يكثر من الكلمات التي تتضمن حرف السين وبخاصة عندما يتحدث إلى الحبيبة أو عنها، أحسست حينها كأنما هو يهمس لها بالكلمات همسا، وعندما بحثت في ميزات الحروف ودلالاتها وجدت أن هذا الحرف هو بالفعل من حروف الهمس.
فكما أن لكل حرف جرسه الخاص به وموسيقاه له دلالة ما.
فحروف الهمس عندما ننطق بها تجري جريان ماء رقراق بكل سلاسة ولا تحتاج أن تمر عبر الأحبال الصوتية، تعتمد جريان الهواء داخل الفم أكثر من جريان الصوت ذاته، فهي تطلق النفس وكأنما هو يخرج من عمق القلب ولكن دون أية موانع، ليدل على مدى الرقة والتذلل للحبيب كما في أقوال الشاعر ذاته:
"دعوة النساك، بشرى لرق لم يزل، أسرارهم، سقت لأسرها، والأسر أنت وسدرة الأشواك، أسريت بي، سبر الجمال.. وهكذا.
أما عندما تحدث عن فرعون مثلا، فقد استخدم حروف الشدة، كما في قوله:
"لفظ الذي قد ظل يضمر دهره"، ثم أنه استخدم حروف الاستعلاء عندما تحدث عن ذاته مقابل فرعون إذ قال:
إلا أنا وعصاي تقرع شاكي، فلقت له رشدا ركبت عبابه لأعود نحوك"
ثم عاد إلى حروف الهمس عندما عاد ليطمئنها بتأكيد عودته إليها إذ قال:
لأعود نحوك يونسا بدعاكي! حقيقة أنا ذاتي أحب حرف السين ولم أكن أعرف لم هذا الحب إلا عندما قرأت عن دلالات حروف لغتنا العربية. فأنت عندما تهمس بحروف الهمس هذه تزفر نفسك وكأنما تخرج مع النفس مشاعرك وأحاسيك بكل تلك الجماليات والسلاسة والحب. هذه بعض من روعات تلك اللغة.
شكرا للشاعر أحمد حضراوي على تعاونه معي في محاولاتي الحثيثة لفك رموز هذه القصيدة العميقة في المعنى، الجزلة في مضموناتها، والرهيفة في ما تضمنته من مشاعر وأحاسيس، وما احتوته من قيم الحب والود والتسامح فيما بين الأحبة.
فالحب الحقيقي إن تمكن من الإنسان يصعب نسياه أو التسليم بفقدانه.
جميلة الكجك
الأردن عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق