الخميس، 23 مارس 2017

قصة واقعية بعنوان { الوليد ... } بقلم الأديب والشاعر حيدر وطن.....سورية/ سلمية

(الوليد ..)
قصة قصيرة من الواقع

تحدق الأم في عيني وليدها، وأخذت تدغدغ وجنتيه،وتبتسم له،وتخاطبه رغم حزنها عليه،نم ياطفلي الصغير .
فحليبي جفّ ،ولم يبق عندنا مؤونة تغذيني لأجل إنتاج مايكفي لإرضاعك،ياوليدي الصغير .
ليلة أمس غرق المخيم الذي أجبرونا على اللجوء إليه ، والمساعدات التي أرسلتها الهيئات والمنظمات الإنسانية ،لم يسمحوا لها بالنفاذ من الحصار المطبق على المخيم، حاولت جاهدة أن  أؤمن  كسرة خبز من الجيران لكن الجميع  مثلنا نفذ ماعندهم من مؤونة..وحليب الأطفال الذي كنت أتوقع إدخاله مع المساعدات، منعوا أيضا  إدخاله ، نم ياوليدي الصغير جائعا فآخر درّة حليب عصرتها من ثديي لم تسدّ رمقك ،أو تداوي سغبك.
نم ياوليدي الصغير..العالم يسرح ويمرح وهو متخم،والإنسانية غرقت في  مستنقع من الإثم والخطيئة،وكلّ مافي العالم من شعارات إنسانية، لن تجعل ثديي يدران الحليب لسدّ رمقك.
نم ياوليدي الصغير..فربما أحلامك تحن عليك وتشبعك من وفير رغدها ما يملأ معدتك الصغيرة بقوت يومك..
وإن غفوت ياوليدي فربما تحن عليك ملائكة السماء وتهبك من علٍ لترضعك الرحمة واللبن.
وإن لم تصدق أحلامك الرغيدة..ياوليدي الصغير فلسوف أبكي عليك بكاء الأم الثكلى..إلاي أرى  وليدها يفارق الحياة في أحضانها ولا تستطيع أن تفعل له شيئا.
حركت الأم بإصبعها يد ابنها الصغير..فلم تتحرك،حاولت أن  تفتح حدقتي عينيه فأسبلتا، وظلتا مطبقتين..
غطت الأم وجه وليدها ،وبكت بكاء صامتاأيقظت فيه موتى المقابر ..وأقبلت ملائكة السماء تحمل الوليد الصغير على جناحيها ،وهي تحلق عاليا بين حنايا السماء.
وقفت الأم مذهولة وهي ترى وليدها يطير من بين يديها، محلقا في ملكوت السماء..
ياللعار أيتها  الإنسانية..لقد غادر  الوليد أمه المفجوعة.
ومات..مات الضمير ..!!

حيدر وطن
سورية سلمية
في /20/3/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق