قراءة في قصيدة ( 7 )
القصيدة - دعوة ناسك - للشاعر أحمد حضراوي
.. يقول الشاعر :
نبضي إليك كدعوة النساك
هل للصبابة غير وجه رضاك؟
تغرين محرابي بتوبة مذنب
ألف الضلال فكان مثل هداك
من جماليات القصيدة هذه استخدام الألفاظ بطريقة يتجلى فيها الإبداع، وعندما نقول إبداع فهذا يعني حدث غير مسبوق، فاختيار النبض ليكون هو ذاته رسالة ودعوة من الحبيب لحبيبته لهو أجدى من آلاف الكلمات.
فالنبض عدا عن كونه حركة منتظمة لبث الدم خلال الجسم كله فهو باعث للحياة فيه يحوله من مجرد جسد إلى جسم تسري فيه الروح. فتعشق الروح هذا الجسد وتعلق فيه إلى ما شاء الله، ونبض هذا الناسك المتبتل محملا بدعوته القدسية تلك لا يخالطها هوى لغير محبوبته لابد إذا أن تجتاز كل المسافات والعقبات والصعاب حتى تصل كما يصل نبض القلب إلى الخلايا. ناسك لا يرى ما يكافئ شوقه وولعه الشديد - بمن يحب - ومكابداته إلا رضاها. والدعوة هنا قدسية كونها من ناسك في الحب منقطع له، لا يروم ولا يرتجي غير الرضى، وإنما جاء انقطاعه وتبتله ذاك بسبب إغراء لا إغواء وهنا مكمن قدسيته.
كيف لا وهي بكل بهائها من تمكنت من تحويل محراب عبادته في الحب نحوها فكانت قبلته الوحيدة بعد أن ألف ضلاله حتى تحول إليها فكان الهدى.
فكل حب لغيرها أصبح في نظره ضلال.
من هنا جاء عنوان القصيدة - دعوة ناسك - لتكون تتويجا لها، فهي ليست دعوة من أي كان لأي امرأة، بل هي دعوة ممن أوقف نفسه على حب يستحق التعبد في محراب يخصهما. والمحراب هنا هو قلب الشاعر ولذا أمكن تحويله من الضلال إلى الهدى بعد رؤيته لوجه الحبيبة، وهنا إبداع وتوظيف جديد للألفاظ في غير ما اعتدناه من نسج جمالي للعبارات على غير منوال سابق.
جميلة الكجك
الأردن عمان
الاثنين، 20 مارس 2017
قراءة في قصيدة للشاعر أحمد حضراوي بعنوان { دعوة ناسك الحلقة 7...} تقديم الكاتبة د.جميلة الكجك.....الأردن/ عمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق