الأحد، 19 مارس 2017

في رحاب الإسلام بعنوان { المساواة في الإسلام ..الحلقة الثالثة ...} بقلم الكاتب محمد المصطفاوي.....الجزائر/بوسعادة

...............................المساواة في الإسلام
الحلقة الثالثة
هنا تشعر النفس الإنسانية  بسمو هذا المبدأ ويكاد هذا الشعور يدفعها إلى  الأخذ  به دون تردد لولا ما يكون فيها من بقايا العصبية التقليدية من ادعاء كل شعب بأنه  الأولى  بالزعامة والاحق بالكرامة ،هنا يتلقاه الشطر الأخير  الذي تضمنته الآية  وهو[إن أكرمكم  عند الله أتقاكم ] أي لاتفاضل بين الناس إلا  على أساس  أعمالهم  الصالحة ، وإخلاصهم لله وعبادته وحده وما يقدمه كل منهم لأمته  وللمجتمع الإنساني  من خدمات وتضحيات
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى  المساواة في حجة الوداع[ أيها  الناس: إن  ربكم واحد وأباكم واحد، لافضل لعربي على أعجمي،ولا لأعجمي على عربي،ولا لأسود على أحمر  ،ولا لأحمر على أسود  إلا  بالتقوى] أخرجه  الإمام  أحمد
هذا هو مبدأ المساواة الذي ولد قبل أربعة  عشر قرنا على يد الإسلام  في بلاد العرب التي كانت أشد  الأمم  تباهيا بالأنساب .
أنكر  زعماء العرب من قريش على النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ المساواة الذي بدأ بتطبيقه فقالوا له :كيف نجلس إليك  يامحمد وأنت  تجلس إلى  مثل بلال الحبشي ،وسلمان الفارسي ، وصهيب الرومي،وعمار،وسواهم من العبيد وعامة الناس ؟ اطردهم ونحن نجلس إلى  مجلسك ونسمع دعوتك .فأبى رسول الله ،فقالوا : فاجعل لنا يوما ولهم يوما ،فنهاه الله عن أن  يستجيب لرغبتهم ،ونزل عليه الوحي الإلهي  :
ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ،وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ، أليس الله بأعلم بالشاكرين .وإذاجاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ]الأنعام ،54
والرسول صلى الله عليه وسلم كان لايفرق في الحقوق والمعاملات بين أبيض  وأسود  ولا بين حر وعبد ،فقد ولى[بلالا] على المدينة المنورة وفيها كبار الصحابة،وبلال مملوك وسبق أن  اشتراه أبوبكر  واعتقه .كما أن  النبي ولى[باذان]الفارسي على اليمن ولما مات ولى ابنه مكانه.
هذا السمو الذي تحلى به الإسلام  يزداد ظهورا إذا  قورن بما يجري بين أرقى  الأمم  المتمدنة اليوم من المعاملات التي تنافي الكرامة الإنسانية .
فإذا  كان العلم وما وصل إليه  العالم من الرقي ،لم يوصلا الإنسانية  إلى  ما قرره الإسلام  من مبدأ المساواة وحمل أهله  على العمل به في بقعة من الأرض  لم يكن  للعلم ولا للفلسفة ظل فيها ،أفلا  يكون هذا أقوى  دليل على أنه  صادر من رب العالمين؟ لأن  عقل الحكيم  مهما حلق في جو المبادئ الصالحة لايستطيع أن يتعدى حدوده فيفكر في وضع أصل  عالمي كهذا الأصل  ،في وقت وفي بيئة تدعو جميع الأحوال  إلى  الصد عن التفكير فيه
انتهى النص
......................................................................محمد مصطفاوي
.....................................................................في18.03.2017
الجزائر بو سعادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق