الاثنين، 20 مارس 2017

مقال أدبي بعنوان { هتاف الشعر العربي من أجل الحرية ...} بقلم الأديب والشاعر حيدر وطن..... سورية/ سلمية

هتاف الشعر العربي من أجل الحرّيّة :
******************************
في موسوعة شعرنا العربي، أقلام ثرّة، ومناهل عذبة، تغنّت بالحريّة ،ومجدّت منشديها، وطالبيها،  فهي حلوة حتى ولوكان بلوغها  يتطلّب الرّدى، أو الموت الزؤام،كما يذكر ذلك الشاعر اللبناني المهجري أبو الفضل الوليد:
لئن كان في الحريةِ الحلوة الرَّدى == فيا حبذا موتي لتحرير أمتي
ويمضي شاعرنا أبو الفضل  في قصيدة ثانية يتغنّى بها مفضلا موته وقتله تحت راياتها الخفاقة،واصفا إياها بالحسناء التي ترخص من أجلها دماء شباب الوطن:
ومتَّ فدى الحريةِ العذبةِ الجنى  ==     فيا حبّذا في ظلّ رايتِها قتلي
لك العزُّ يا حسناءُ من وطنيةٍ   ==    رجالكِ من تأثيرِها دُمُهم يغلي
والنضال من أجل تحقيقها برأيه، يستحق البطولة والتضحية،لأنّ نعيمها يزيح كوابيس الظالمين والمستبدين،وينشر الرّخاء والعدل:
أزالَ جحيمُ الظالمينَ نعيمَها    ==   وفارقَها الخَصبُ المجاورُ للعدل
ولأنّ عدم تحقيقها، يجعل الشعب يرسف بقيود العبودية،ويعاني الأمرين من شرور المستبدين الظالمين،إلى درجة لايستطيع شباب الوطن  الوطنيين الأصيلين تحمّل وزر ذلك،فينتفضون في وجههم:
فيقطرُ قلبي من مصائِبها دماً   ==    وأبكي على شعبٍ أخفَّ من الطفل
على مثل تلكَ الحالِ لا يصبرُ الفتى  ==  إذا كان طَلّابَ العُلى طيَّبَ الأصل
وللشاعر محمود سامي البارودي رأي واضح وجليّ في ذلك،عندما يسأل مستفهما استفهاما إنكاريا في الوقت ذاته من موقف شباب الوطن الحامي والمدافع عن حياضه:
فَكَيْفَ يَرْضَى الْفَتَى بِالذُّلِّ يَحْمِلُهُ    ==  وَالذُّلُّ تَأْنَفُهُ الْعُبْدَانُ وَالْخَدَمُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى فَضْلٌ وَمَحْمِيَةٌ  ==     فَإِنَّ وِجْدَانَهُ فِي أَهْلِهِ عَدَمُ
وهذا برأي الشاعر سبب كاف، ليجعل الشباب يعزفون عن ملذات الدنيا،   في ظلال العبودية والذل،ثم يجعلهم ذلك ينتفضون ويثورون،ويضحون ويموتون من أجل أن  تنال أمتهم شرف الحريّة الثمين:
لا يَرْكَنُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا      == إِذَا هُمُ شَعَرُوا بِالذُّلِّ أَوْ نَقِمُوا
قَدْ حَبَّبَ الْمَوْتَ كُرْهُ الضَّيْمِ فِي نَفَرٍ  ==     لَوْلاهُمُ لَمْ تَدُمْ فِي الْعَالَمِ النِّعَمُ
مَاتُوا كِرَامَاً وَأَبْقَوْا لِلْعُلا أَثَراً    ==   نَالَتْ بِهِ شَرَفَ الْحُرِّيَّةِ الأُمَمُ
عندها يصبح أبطال الأمة شهداء أمجاداً ينيرون طريق البطولة لغيرهم كما يرى أمير الشعراء أحمد شوقي في بطولة عمر المختار، وهو يخاطب المحتلين الإيطاليين بقوله:
يا وَيحَهُم نَصَبوا مَناراً مِن دَمٍ  ==     توحي إِلى جيلِ الغَدِ البَغضاءَ
وعمر المختار أصبح بنظر شعبه وأمته:
جُرحٌ يَصيحُ عَلى المَدى وَضَحِيَّةٌ    ==   تَتَلَمَّسُ الحُرِّيَةَ الحَمراءَ
وتمجيدا لمثل ذلك البطل المقدام الشجاع نرى الشاعر يوجه إليه الخطاب قائلاً:لاتبتئس في لحدك أيّها الفارس المغوار ،فموتك أحيا الأمة،لذلك فإن من يمت من شباب الوطن دفاعا عن حريّتها وحقها المسلوب،يبقى حيّا في وجدان أبنائها الذين يبقون يقتدون بتلك البطولات محط الفخر والإعتزاز:
يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا   ==    يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ
وَقُبورُ مَوتى مِن شَبابِ أُمَيَّةٍ ==      وَكُهولِهِم لَم يَبرَحوا أَحياءَ
وهكذا نرى أنّ أبواب الحرية دوما مضرجة بدماء الشهداء ،كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي، وشهداؤها خالدون،وأسراها محرّرون من نير العبودية :
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ    ==   بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ    ==   وَفي الأَسرى فِدىً لَهُمو وَعِتقُ
عزيزي القارىء:أبعد هذا النّشيد، وهذا الهتاف، يمكن أن نسمع نشيدا أجمل وأعذب عن الحرّية،وتمجيداً أعظم وأنبل  للمناضلين من أجلها،وتكريما أجلّ  وأقدس لشهدائها..من أحرار العروبة، والعالم أجمع..!!فتبّاً للغرب الذي يدعي أنّه حامي حمى حقوق الإنسان ،والمدافع الأول عن الديمقراطية،ومنذ بداية ثورة الرّبيع العربي من أجل الحرية وإلى الآن نسمع منه ومن ساسته جعجعة، ولا نرى طحيناًً..؟؟

/16/8/2012
تجديد النشر:/15/3/2014

أيّها الثائر العربيّ:
الحريّة تعني تحطيم الأصنام..ونزع القيود..!!
حيدر وطن
سورية سلمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق